(فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِني)؛ أي: أبقني على الحياة، (مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ)"ما" مصدريّة ظرفية؛ أي: مدّة كون الحياة (خيرًا لِي)؛ أي: من الموت، وهو أن تكون الطاعة غالبة على المعصية، والأزمنة خالية عن الفتن والمحن، (وَتَوَفَّني)؛ أي: أمِتْني (إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لي")؛ أي: من الحياة، بأن يكون الأمر بعكس ما تقدّم.
قال الحافظ العراقيّ - رحمه الله - في "شرح الترمذيّ": لمّا كانت الحياة حاصلة، وهو متّصف بها حَسُن الإتيان بـ "ما"؛ أي: ما دامت الحياة متصفة بهذا الوصف، ولمّا كانت الوفاة معدومة في حال التمني لم يحسن أن يقول: "ما كانت"، بل أتى بـ "إذا" الشرطيّة، فقال: "إذا كانت"؛ أي: إذا آل الحال إلى أن تكون الوفاة بهذا الوصف. انتهى.
والظاهر: أن هذا التفصيل، يشمل ما إذا كان الضرّ دينيًّا أو دنيويًّا، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٤/ ٦٧٩٠ و ٦٧٩١ و ٦٧٩٢](٢٦٨٠)، و (البخاريّ) في "المرضى" (٥٦٧١) و"الدعوات" (٦٣٥١)، و (أبو داود) في "الجنائز" (٣١٠٨)، و (الترمذيّ) في "الجنائز" (٩٧١)، و (النسائيّ) في "المجتبى" (١٨٢٠ و ١٨٢١) وفي "الكبرى" (١٩٤٦ و ١٩٤٧) وفي "عمل اليوم والليلة" (١٠٥٥ و ١٠٥٧ و ١٠٥٩ و ١٠٦٠ و ١٠٦١)، و (ابن ماجه) في "الزهد" (٤٢٦٥)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٦/ ٤٤)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٠١ و ١٠٤ و ١٦٣ و ٢٤٧)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (١٢٤٦ و ١٣٩٨)، و (ابن حبّان في "صحيحه" (٢٩٦٦ و ٣٠٠١)، و (القضاعيّ) في "مسند الشهاب" (١٩٣٧)،
(١) "الفتح" ١٣/ ٤٥ - ٤٦، "كتاب المرضى" رقم (٥٦٧١).