(أَحَبَّ الله لِقَاءَهُ) إنما عدل عن الضمير إلى الظاهر؛ تفخيمًا وتعظيمًا ودَفعًا لتوهّم عود الضمير على الموصول؛ لئلا يتّحد في الصورة المبتدأ والخبر، ففيه إصلاح اللفظ لتصحيح المعنى، وأيضًا فعَوْد الضمير على المضاف إليه قليل.
قال الحافظ: وقرأت بخط ابن الصائغ في "شرح المشارق": يَحْتَمِل أن يكون "لقاء الله" مضافًا للمفعول، فأقامه مقام الفاعل، و"لقاءه" إما مضاف للمفعول، أو للفاعل الضمير، أو للموصول؛ لأن الجواب إذا كان شرطًا، فالأَولى أن يكون فيه ضمير، نعم هو موجود هنا، ولكن تقديرًا. انتهى (١).
وقال في "الفتح": قال العلماء: محبة الله لعبده: إرادته الخير له، وهدايته إليه، وإنعامه عليه، وكراهته له على الضدّ من ذلك. انتهى.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: قوله: "قال العلماء" أراد به: علماء الكلام، والأشاعرة، لا علماء السلف؛ لأن تفسير محبّة الله تعالى بإرادة الخير ونحوه ليس مذهبَ السلف - رضي الله عنهم -، بل هو تفسير باللازم، وهو غير صحيح، بل الذي عليه السلفُ، وأهلُ الحديث إثبات صفة المحبّة لله تعالى حقيقةً على ما يليق بجلاله - سبحانه وتعالى -، ثم إذا أحبّ الله عبده أراد له الخير، وهداه إليه، وأنعم عليه، وعلى هذا الكراهة، فليُتفطّن، والله تعالى أعلم.
(وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ)؛ أي: حين يرى ما له من العذاب عند الغرغرة، (كَرِهَ الله لِقَاءَهُ") فأبعده من رحمته، وأدناه من نقمته، وفيه إثبات صفة المحبّة، والكراهية لله تعالى على ما يليق بجلاله - سبحانه وتعالى -، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٥/ ٦٧٩٦ و ٦٧٩٧](٢٦٨٣)، و (البخاريّ) في "الرقاق" (٦٥٠٢)، و (الترمذيّ) في "الجنائز" (١٠٦٦)، و (النسائيّ) في