وقد رواه عن عائشة غير هؤلاء الأربعة، فأخرجه البخاريّ في "الشهادات" من رواية عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، ولم يسق لفظها، وقد ساقه أبو عوانة في "صحيحه"، والطبرانيّ من طريق أبي أويس، وأبو عوانة، والطبريّ أيضًا من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عنها، وأخرجه أبو عوانة أيضًا من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، والبخاريّ من رواية القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن عائشة، إلا أنه لم يسق لفظه، أخرجه في "الشهادات"، وكذا رواية عمرة عقب رواية فُليح عن الزهريّ، وأخرجه أبو عوانة، والطبرانيّ من طريق الأسود بن يزيد، وعبّاد بن عبد اللَّه بن الزبير، ومِقسم مولى ابن عباس، ثلاثتهم عن عائشة.
وقد رَوَى هذا الحديث من الصحابة غير عائشة جماعة، منهم: عبد اللَّه بن الزبير، وحديثه أيضًا عقب رواية فليح عند البخاريّ في "الشهادات"، ولم يسق لفظ، وأمّ رُومان قد تقدم حديثها في قصة يوسف، وفي "المغازي" ويأتي باختصار قريبًا، وابن عباس، وابن عمر، وحديثهما عند الطبرانيّ، وابن مردويه، وأبو هريرة، وحديثه عند البزار، وأبو اليسر، وحديثه باختصار عند ابن مردويه.
فجميع من رواه من الصحابة غير عائشة ستة، ومن التابعين عن عائشة عشرة.
وأورده ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير مرسلًا بإسناد وَاهٍ، وأورده الحاكم في "الإكليل" من رواية مقاتل بن حيّان، وهو بالمهملة، والتحتانية مرسلًا أيضًا.
قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وسأذكر في أثناء شرح هذا الحديث ما في رواية هؤلاء من فائدة زائدة -إن شاء اللَّه تعالى-.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: وسأورد في شرحي هذا ما ذكره الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ- وأزيده ما في بقيّة الشروح -إن شاء اللَّه تعالى-.
(وَبَعْضُهُمْ)؛ أي: بعض هؤلاء الأربعة (كَانَ أَوْعَى)؛ أي: أحفظ، وأحسن إيرادًا وسردًا للحديث (لِحَدِيثِهَا)؛ أي: حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-، (مِنْ بَعْضٍ)