للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بعضهم يصدّق بعضًا، ولكن لا شك أن المراد ذلك، لكن قد يُستعمل أحدهما مكان الآخر؛ لِمَا بينهما من الملازمة، بحسب عُرف الاستعمال. انتهى (١).

(ذَكَرُوا)؛ أي: الأربعة المذكورون، ووقع في رواية فُليح: "زعموا أن عائشة قالت" والزعم قد يقع موضع القول، وإن لم يكن فيه تردد، لكن لعلّ السر فيه أن جميع مشايخ الزهريّ لم يصرّحوا له بذلك، كذا أشار إليه الكرمانيّ (٢). (أَنَّ عَائِشَةَ زوْجَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَتْ) ووقع في رواية البخاريّ ما لفظه: "الذي حدّثني عروة، عن عائشة -رضي اللَّه عنها-، قال في "الفتح": هكذا في رواية الليث، عن يونس، وأما رواية ابن المبارك، وابن وهب، وعبد اللَّه النميريّ، فلم يقل واحد منهم عن يونس: "الذي حدّثني عروة وإنما قالوا: عن عائشة، فاقتضت رواية الليث أن سياق الحديث عن عروة، ويَحْتَمِل أن يكون المراد أولى شيء منه، ويؤيده أنه تقدم في "الهبة"، وفي "الشهادات" من طريق يونس، عن الزهريّ، عن عروة وحده، عن عائشة أوّل هذا الحديث، وهو القرعة عند إرادة السفر، وكذلك أفردها أبو داود، والنسائيّ من طريق يونس، وكذا يحيى بن يمان عن معمر، عن الزهريّ، عن عروة، عند ابن ماجه، والاحتمال الأول أَولى؛ لِمَا ثبت أن الرواة اختلفوا في تقديم بعض شيوخ الزهريّ على بعض، فلو كان الاحتمال الثاني متعينًا لامتنع تقديم غير عروة علر، عروة، ولَأَشعر أيضًا أن الباقين لم يرووا عن عائشة قصة القرعة، وليس كذلك، فقد أخرج النسائيّ قصة القرعة خاصّة من طريق محمد بن عليّ بن شافع، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه وحده، عن عائشة، وستأتي القصة من رواية هشام بن عروة وحده، وفي سياقه مخالفة كثيرة للسياق الذي هنا للزهريّ عن عروة، وهو مما يتأيد به الاحتمال الأول، واللَّه أعلم. انتهى (٣).

(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ سَفَرًا)؛ أي: إلى سفر، فهو منصوب بنزع الخافض، أو ضُمِّن "يَخرج" معنى يُنشئ فيكون سفرًا نصبًا على


(١) "عمدة القاري" ١٣/ ٢٢٨.
(٢) "الفتح" ١٠/ ٣٩٤.
(٣) "الفتح" ١٠/ ٣٩٣.