للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لهم ما وُعِدوا به من الزيادة، وأيام الجنة تقديرية؛ إذ لا ليل هناك، ولا نهار، وإنما هناك أنوار متوالية، لا ظُلمة معها، على ما يأتي -إن شاء الله تعالى- (١).

وقال القاري -رحمه الله- بعد نقل كلام النوويّ السابق: قلت: وإنما يُعرف وقت الليل والنهار بإرخاء أستار الأنوار، ورَفْعها، على ما ورد في بعض الأخبار، فبهذا يُعرف يوم الجمعة، وأيام الأعياد، وما يترتب عليهما من الزيارة، والرؤية، وسائر الإمداد والإسعاد، ففي "الجامع" (٢): أن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة، وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة، فيقول لهم: تَمَنَّوا عليّ ما شئتم، فيلتفتون إلى العلماء، فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقولون: تمنوا عليه كذا وكذا، فهم يحتاجون إليهم في الجنة، كما يحتاجون إليهم في الدنيا، رواه ابن عساكر عن جابر، هذا وتسمية يوم الجمعة بيوم المزيد في الجنة يدلّ على تميّزه عن سائر الأيام، والله تعالى أعلم. انتهى (٣).

(فَتَهُبُّ) بضم الهاء وتشديد الموحّدة؛ أي: فتأتي (رِيحُ الشَّمَالِ) بفتح أوله، من غير همز، وخُصّت بالذكر؛ لأنها من ريح المطر عند العرب، قاله القاري (٤).

وقال النوويّ -رحمه الله-: "الشَّمال" بفتح الشين، والميم، بغير همزة، هكذا الرواية، قال صاحب "العين": هي الشَّمَال، والشَّمْأل، بإسكان الميم، مهموزًا، والشأملة، بهمزة قبل الميم، والشَّمَل بفتح الميم، بغير ألف، والشَّمُول، بفتح الشين، وضم الميم، وهي التي تأتي من دُبُر القبلة، قال القاضي: وخص ريح الجنة بالشمال؛ لأنها ريح المطر عند العرب، كانت تَهُبّ من جهة الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا يرجون السحابة الشامية، وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة؛ أي: المحرِّكة؛ لأنها تُثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة، وغيره من نعيمها. انتهى.

وقال القرطبيّ -رحمه اللهُ-: ريح الشّمال في الدنيا: هي التي تأتي من دُبُر


(١) "المفهم" ٧/ ١٧٧ - ١٧٨.
(٢) هذا الذي نقله عن "الجامع" يحتاج إلى صحة ثبوته، ومن أين؟.
(٣) "مرقاة المفاتيح" ١٠/ ٢٨٩.
(٤) "مرقاة المفاتيح" ١٠/ ٢٨٩.