للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجوههم على صورة القمر ليلة البدر، فبيّن بهذه الرواية عدد هذه الزمرة. انتهى (١).

(وَالَّتِي تَلِيهَا)؛ أي: والزمرة التي تلي هذه الزمرة الأولى، (عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ)؛ أي: كل واحد منهم كأضوء كوكب دُريّ في السماء، وهو بضم الدال، وتشديد الراء، والياء؛ أي: شديد الإنارة، منسوب إلى الدرّ، وتقدمت له لغات أُخَر، مع بيان مبانيها، ومعانيها.

وزاد في الرواية الرابعة: "ثم هم بعد ذلك منازل"؛ أي: إن درجاتهم في إشراق اللون متفاوتة بحسب علوّ درجاتهم، وتفاوت فضلهم (٢).

(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ)؛ أي: من نساء الدنيا، فقد روى أحمد من وجه آخر، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا في صفة أدنى أهل الجنة منزلةً، و"أن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجةً سوى أزواجه من الدنيا"، وفي سنده شهر بن حوشب، وفيه مقال (٣).

ولأبي يعلى في حديث الصُّور الطويل من وجه آخر، عن أبي هريرة، في حديث مرفوع: "فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة، مما ينشئ الله، وزوجتين من ولد آدم"، وأخرجه الترمذيّ من حديث أبي سعيد، رفعه: "إن أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم، وثنتان وسبعون زوجة"، وقال: غريب، ومن حديث المقدام بن معد يكرب عنده: "للشهيد ست خصال. . ." الحديث، وفيه: "ويتزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين"، وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه، والدارميّ، رفعه: "ما أحد يدخل الجنة إلا زوّجه الله ثنتين وسبعين من الحور العين، وسبعين وثنتين من أهل الدنيا"، وسنده ضعيف جدًا.

قال الحافظ: وأكثر ما وقفت عليه من ذلك ما أخرج أبو الشيخ في


(١) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٨/ ٢٥٦.
(٢) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٨/ ٢٥٦.
(٣) هكذا قال في "الفتح"، والأصحّ أنه ثقةٌ، ولا ينقص حديثه عن درجة الحسن، كما حقّقت ذلك في شرح النسائيّ، وفي شرح مقدّمة صحيح مسلم.