للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن يتوهّم من حبس أحد في الموقف من أهل الجنّة حينئذ، والله تعالى أعلم. انتهى (١).

وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: جاء نحو هذا في آخرِ مَن يَجُوزُ على الصراط، قال: فيحتمل أنهما اثنان، إما شخصان، وإما نوعان، أو جنسان، وعَبَّر فيه بالواحد عن الجماعة؛ لاشتراكهم في الحكم الذي كان سبب ذلك، ويحتمل أن يكون الخروج هنا بمعنى الورود، وهو الجواز على الصراط، فيتحد المعنى، إما في شخص واحد، أو أكثر، ويقوّي الاحتمال الثاني ما سيأتي في الحديث الثالث من رواية أنس عن ابن مسعود - رضي الله عنهما -، ولفظه: آخِرُ مَن يدخل الجنة رجلٌ، فهو يمشي مرّةً، وَيكْبُو مرّةً، وتَسْفَعه النار مرّةً، فإذا ما جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نَجّاني منكِ. وعند الحاكم من طريق مسروق، عن ابن مسعود، ما يقتضي الجمع، قاله في "الفتح" (٢).

(رَجُلٌ) تقدّم الخلاف في اسم هذا الرجل في شرح الحديث الطويل الماضي، (يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا) - بفتح المهملة، وسكون الموحّدة - منصوب على الحال، أو مفعول مطلق لفعل مقدّر، أي يحُبو حَبْوًا، مِن حَبَا الصبيّ، مِن باب "قال": إذا دَرَج على بطنه، قاله الفيّوميّ (٣).

وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: "الْحَبْوُ": أن يمشي على يديه وركبتيه، أو اسْته، وحَبَا البعير: إذا بَرَك، ثم زَحَفَ من الإعياء، وحبا الصبيّ: إذا زَحَفَ على اسْتِهِ. انتهى (٤).

وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: حَبَا الرجلُ: إذا مشى على يديه، وبطنه، وحبا الصبيّ: إذا مشى على اسْتِه، وأشرف بصدره. انتهى (٥).

ووقع في رواية الأعمش، عن إبراهيم، التالية بلفظ "زَحْفًا"، وهما متقاربا المعنى، قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قال أهل اللغة: الْحَبْوُ: الْمَشيُ على اليدين والرجلين، وربما قالوا: على اليدين والركبتين، وربما قالوا: على يديه


(١) "المرقاة" ٩/ ٥٥١.
(٢) ١١/ ٤٥٢.
(٣) "المصباح" ١/ ١٢٠.
(٤) "النهاية" ١/ ٣٣٦.
(٥) "القاموس المحيط" ص ١١٤٥.