للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويَحْتَمِل أن يكون ذلك الذراع مقدرًا بأذرعتنا المتعارفة عندنا، ثم لم يزل خَلْق ولده وطولهم ينقص، كما جاء في الرواية الأخرى، قاله القرطبيّ -رحمه الله- (١).

والحديث متّفق عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه اللهُ- أوّلَ الكتاب قال:

[٧١٢٢] (. . .) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَّلُ (٢) زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ، لَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبْزُقُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا"، قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: "عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ (٣) "، وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: "عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ"، وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: "عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ").

رجال هذا الإسناد: ستّةٌ:

وكلّهم تقدّموا قريبًا.

وقوله: ("أَوَّلُ زُمْرَةٍ) وفي بعض النسخ: "إن أول زمرة".

وقوله: (ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ)؛ يعني: أنهم متفاوتون في الدرجات.

وقوله: (وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ) قال وليّ الدين -رحمه الله-: "المجامر" بفتح الميم والجيم، يكون جمع مِجْمَر بكسر الميم، وإسكان الجيم، وفتح الميم الثانية، وهو الذي يوضع فيه النار للبَخور، ويكون جمع مُجمر بضم الميم والباقي كذلك، وهو الذي يتبخر به، وأُعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، و"الألوة" بفتح الهمزة، وضمها، وضم اللام، وفتح الواو، وتشديدها، هو العُود الذي يُتبخر به، وهو العود الهنديّ، وهمزته أصلية، وقيل: زائدة؛ أي:


(١) "المفهم" ٧/ ١٨٢ - ١٨٣.
(٢) وفي نسخة: "إن أول".
(٣) وفي نسخة: "رجل واحد" في الموضعين.