للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمران بن حصين: "كنا نقول في الجاهلية: أنعم بك عينًا، وأنعم صباحًا، فلما جاء الإسلام نُهينا عن ذلك"، ورجاله ثقات، لكنه منقطع.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: "كانوا في الجاهلية يقولون: حييت مساء، حييت صباحًا، فغيّر الله ذلك بالسلام".

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: (فَذَهَبَ) آدم -عليه السلام- إلى أولئك الملائكة -عليهم السلام- (فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ) قال ابن بطال: يَحْتَمِل أن يكون الله علّمه كيفية ذلك تنصيصًا، ويَحْتَمِل أن يكون فَهِم ذلك من قوله له: "فسلِّم".

قال الحافظ: ويَحْتَمِل أن يكون ألهمه ذلك، ويؤيده ما أخرجه ابن حبان من وجه آخر، عن أبي هريرة، رفعه: "إن آدم لمّا خلقه الله عطس، فألهمه الله أن قال: الحمد لله. . ." الحديث، فلعله ألهمه أيضًا صفة السلام.

واستُدلّ به على أن هذه الصيغة هي المشروعة لابتداء السلام؛ لقوله: "فهي تحيتك وتحية ذريتك"، وهذا فيما لو سَلّم على جماعة، فلو سلم على واحد فسيأتي حكمه، ولو حذف اللام، فقال: سلام عليكم أجزأ، قال الله تعالى: {. . . وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: ٢٣، ٢٤] وقال تعالى: {فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: ٥٤]، وقال تعالى: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩)} [الصافات: ٧٩] إلى غير ذلك، لكن باللام أَولى؛ لأنها للتفخيم والتكثير، وثبت في حديث التشهد: "السلام عليك أيها النبي"، قال عياض: ويُكره أن يقول في الابتداء: عليك السلام، وقال النوويّ في "الأذكار": إذا قال المبتدئ: وعليكم السلام، لا يكون سلامًا ولا يستحقّ جوابًا؛ لأن هذه الصيغة لا تصلح للابتداء، قاله المتولّي. فلو قاله بغير واو، فهو سلام، قطع بذلك الواحديّ، وهو ظاهر، قال النوويّ: ويَحْتَمِل أن لا يُجزئ كما قيل به في التحلل من الصلاة، ويَحْتَمِل أن لا يُعَدَّ سلامًا، ولا يستحقّ جوابًا؛ لِمَا رويناه في سنن أبي داود، والترمذيّ، وصححه، وغيرهما بالأسانيد الصحيحة عن أبي جُريّ -بالجيم، والراء مصغرًا -رضي الله عنه-- الْهُجيميّ -بالجيم مصغرًا- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: عليك السلام يا رسول الله، قال: "لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى"، قال: ويَحْتَمِل أن يكون وَرَدَ لبيان الأكمل، وقد قال الغزاليّ في "الإحياء":