للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسلم، ورواه آخرون بعين مهملة، فجيم، فزاي، مفتوحات، وتاء مثناة: جمع عاجز، ورُوي بضم العين، والجيم: جمع عاجز أيضًا. انتهى.

وقال النوويّ -رحمه الله-: أما "سقطهم" فبفتح السين والقاف؛ أي: ضعفاؤهم، والمتحقرون منهم، وأما عجزهم فبفتح العين والجيم: جمع عاجز؛ أي: العاجزون عن طلب الدنيا، والتمكن فيها، والثروة، والشوكة، وأما الرواية رواية محمد بن رافع ففيها: "لا يدخلني إلا ضعاف الناس، وغرتهم"، فرُوي على ثلاثة أوجه، حكاها القاضي، وهي موجودة في النُّسخ:

أحدُها: "غرثهم" بغين معجمة مفتوحة، وثاء مثلثة، قال القاضي: هذه رواية الأكثرين من شيوخنا، ومعناها: أهل الحاجة، والفاقة، والجوع، والغرث: الجوع.

والثاني: "عجزتهم" بعين مهملة مفتوحة، وجيم، وزاي، وتاء: جَمْع عاجز، كما سبق.

والثالث: "غِرّتهم" بغين معجمة مكسورة، وراء مشدّدة، وتاء مثناة فوقُ، وهذا هو الأشهر في نُسخ بلادنا؛ أي: الْبُلْهُ الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا، وهو نحو الحديث الآخر: "أكثر أهل الجنة الْبُلْهُ". قال القاضي: معناه: سواد الناس، وعامتهم من أهل الإيمان الذين لا يفطنون للشبهة، فيدخل عليهم الفتنة، أو يدخلهم في البدعة، أو غيرها، فهم ثابتو الإيمان، وصحيحو العقائد، وهم أكثر المؤمنين، وهم أكثر أهل الجنة، وأما العارفون، والعلماء العاملون، والصالحون المتعبِّدون، فهم قليلون، وهم أصحاب الدرجات، قال: وقيل: معنى الضعفاء هنا، وفي الحديث الآخر: "أهل الجنّة كل ضعيف متضعف" أنه الخاضع لله تعالى، المذِلّ نفسه له -سبحانه وتعالى- ضد المتجبر المستكبر. انتهى (١).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "إلا ضعفاء الناس، وسقطهم، وعجزهم"، وفي رواية: "وغرَّتهم"، الضعفاء: جمع ضعيف؛ يعني به: الضعفاء في أمر الدنيا، ويَحْتَمِل أن يريد به هنا الفقراء، وحَمْله على الفقراء أَولى من حَمْله


(١) "شرح النوويّ" ١٧/ ١٨١.