٣ - (ومنها): بيان عِظَم سعة الجنة، فقد جاء في "الصحيح" أن للواحد فيها مِثل الدنيا وعشر أمثالها، ثم يبقى فيها شيء لِخَلْق ينشئهم الله تعالى.
٤ - (ومنها): أن فيه دليلًا لأهل السُّنَّة أن الثواب ليس متوقفًا على الأعمال، فإن هؤلاء يُخلقون حينئذ، ويُعطَون في الجنة ما يعطون بغير عمل، ومثله أمر الأطفال، والمجانين، الذين لم يعملوا طاعة قط، فكلهم في الجنة برحمة الله تعالى، وفضله.
٥ - (ومنها): أن فيه دلالةً على اتساع الجنة والنار، بحيث تَسَع كل من كان، ومن يكون إلى يوم القيامة، وتحتاج إلى زيادة.
٦ - (ومنها): أنه يؤخذ من الحديث أن الأشياء توصف بغالبها؛ لأن الجنة قد يدخلها غير الضعفاء، والنار قد يدخلها غير المتكبرين.
٧ - (ومنها): أن فيه الردّ على من حَمَل قول النار: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: ٣٠] على أنه استفهام إنكار، وأنها لا تحتاج إلى زيادة، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[٧١٤٨] (٢٨٤٧) - (وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ"، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى قَوْلِهِ: "وَلِكِلَيْكُمَا عَلَي مِلْؤُهَا"، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ مِنَ الزِّيَادَةِ".
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) الكوفيّ، تقدّم قريبًا.
٢ - (جَرِيرُ) بن عبد الحميد الضبيّ الكوفيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
٣ - (الأَعْمَشُ) سليمان بن مِهران، أبو محمد الكوفيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
٤ - (أَبُو صَالِحٍ) ذكوان السمّان الزيّات المدنيّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
٥ - (أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ) سعد بن مالك بن سنان -رضي الله عنهما-، تقدّم قبل أربعة أبواب.
وقوله: (وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ) فاعل "يذكر" ضمير أبي سعيد -رضي الله عنه-.