كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

(٥٤) - (كتاب الجنة، وصفة نعيمها، وأهلها) - (١٤) - (باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء) - ج: 43 - ص: 681

[تنبيه]: حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- هذا ساقه الإمام أحمد -رحمه الله- في "مسنده"، فقال:

(١١٧٧١) - حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا عثمان بن محمد (١)، قال عبد الله: وسمعته أنا من عثمان، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "احتجت الجنة والنار، فقالت النار: فِيّ الجبارون، والمتكبرون، وقالت الجنة: فِيّ ضعفاء الناس، ومساكينهم، قال: فقضى بينهما إنك الجنة رحمتي، أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي، أعذب بك من أشاء، ولكليكما عليّ ملؤها". انتهى (٢).

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[٧١٤٩] (٢٨٤٨) - (حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ، ويُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ").

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ) الكسيّ، تقدّم قبل أربعة أبواب.

٢ - (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-، تقدّم قريبًا.

والباقون ذُكروا في الباب الماضي، و"شيبان" هو ابن عبد الرحمن النحويّ.

شرح الحديث:

(عَنْ قَتَادَةَ) بن دِعامة السَّدُوسيّ؛ أنه قال: (حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) -رضي الله عنه- (أَنَّ نَبِيّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قال في "الفتح": اختَلَف النقل عن قول جهنم: "هل من مزيد": فظاهر أحاديث الباب أن هذا القول منها لطلب المزيد، وجاء عن بعض السلف أنه استفهام إنكار، كأنها

---

(١) هو: عثمان بن أبي شيبة، شيخ مسلم في هذا الحديث.
(٢) "مسند الإمام أحمد بن حنبل" ٣/ ٧٩.