للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقول: ما بقي فِيّ موضع للزيادة، فروى الطبريّ من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، في قوله: {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: ٣٠]؛ أي: هل من مدخل؟ قد امتلأتُ، ومن طريق مجاهد نحوه، وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن عكرمة، عن ابن عباس، وهو ضعيف، ورجح الطبريّ أنه لطلب الزيادة، على ما دلّت عليه الأحاديث المرفوعة، وقال الإسماعيليّ: الذي قاله مجاهد مُوَجَّهٌ، فيُحمل على أنها قد تُزاد، وهي عند نفسها لا موضع فيها للمزيد. انتهى (١).

(حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ) قد أسلفت أن المذهب الصحيح الذي قال به السلف أن القدم صفة ثابتة لله تعالى كالرِّجل في الرواية الأخرى على ما يليق بجلاله، وأما الحافظ فقد ذكر في "الفتح" أقوالًا كثيرة في المسألة، فقال: واختُلف في المراد بالقدم، فطريق السلف في هذا وغيره مشهورة، وهو أن تُمَرّ كما جاءت، ولا يُتعرَّض لتأويله، بل نعتقد استحالة ما يوهم النقص على الله، وخاض كثير من أهل العلم في تأويل ذلك، فذَكَر أقوالهم مفصّلة، ويا ليته أعرض عن ذِكرها، أو تعقّبها بالردّ، فإنه يعلم أنها مخالفة لظواهر النصوص، ولمذهب السلف، فكيف أقرّها، إن هذا لهو العجب العُجاب.

ولْتُراجِع ما كتبه الشيخ البراك على هامش "الفتح" (٢)، فإنه مهمّ جدًّا، والله تعالى وليّ التوفيق.

(فَتَقُولُ) جهنّم (قَطْ قَطْ)، وفي رواية سعيد: "فيُزوَى بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط وعزتك"، وفي رواية سليمان التيميّ، عن قتادة: "فتقول: قد قد" بالدال بدل الطاء، وفي حديث أبي هريرة: "فيضع الرب عليها قدمه، فتقول: قط قط" وفي رواية: "فلا تمتلئ حتى يضع رجله، فتقول: قط قط قط، فهناك تمتلئ، ويُزوَى بعضها إلى بعض"، وفي حديث أُبَيّ بن كعب عند أبي يعلى: "وجهنم تسأل المزيد، حتى يضع فيها قدمه، فيُزوَى بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط" وفي حديث أبي سعيد عند أحمد: "فيُلقَى في النار أهلها،


(١) "الفتح" ١٠/ ٦١٩، "كتاب التفسير" رقم (٤٨٤٨).
(٢) راجع: "الفتح" ١٠/ ٦٢٠.