للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ) الثقفيّ البغلانيّ، تقدّم قبل بابين.

٢ - (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ) الدراورديّ الْمدنيّ، تقدّم قريبًا.

٣ - (ثَوْرُ) بِاسم الحيوان المعروف، ابن زيد الدّيليّ -بكسر الدال المهملة، بعدها تحتانية- المدنيّ، ثقةٌ [٦] (ت ١٣٥) (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٠/ ٢٦٩.

٤ - (أَبُو الْغَيْثِ) سالم المدنيّ، مولى ابن مطيع، ثقةٌ [٣] (ع) تقدم في "الإيمان" ٤٠/ ٢٦٩.

و"أبو هُرَيْرَةَ" -رضي الله عنه- ذكر قبل حديثين.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ الْعَرَقَ) بفتحتين: رَشْحُ جلد الحيوان، ويستعار لغيره، قاله المجد -رحمه الله- (١)، وقوله: (يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متعلّق بقوله: (لَيَذْهَبُ فِي الأَرْضِ سَبْعِينَ بَاعًا) هو قدر مدّ اليدين، كالْبَوْع بالفتح، ويُضمّ، قاله المجد -رحمه الله- (٢)، والمعنى: أنه ينزل فيها من كثرته شيء كثير جدًّا، فالسبعين للتكثير، لا للتحديد (٣). (وَإِنَّهُ) بكسر الهمزة عطفًا على الأُولى؛ أي: إن العرق (لَيَبْلُغُ إِلَى أفوَاهِ النَّاسِ)؛ أي: يصل إلى أفواههم، فيصير لهم بمنزلة اللجام، فيمنعهم من الكلام وإلى آذانهم بأن يغطي الأفواه، ويعلو عليها؛ إذ الأذن أعلى من الفم، فيكون الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يلجمه فقط، ومنهم من يزيد فيبلغ إلى أذنيه (٤).

وقوله: (أَوْ إِلَى آذَانِهِمْ") "أو" للشكّ، كما بيّنه بقوله: (يَشُكُّ ثَوْرٌ)؛ أي: ابن زيد، (أَيَّهُمَا) بالنصب مفعولًا مقدّمًا لـ (قَالَ)؛ أي: ذَكر أبو الغيث في روايته.

وفي رواية البخاريّ: "يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا ويلجمهم العرق حتى يبلغ آذانهم"، وقوله: "يَعْرَق الناس" بفتح الراء، وهي مكسورة في الماضي، وقوله: "سبعين ذراعًا"، وفي رواية


(١) "القاموس المحيط" ص ٨٦١.
(٢) "القاموس المحيط" ص ١٤٢.
(٣) "فيض القدير" ٢/ ٣٧٦.
(٤) "فيض القدير" ٢/ ٣٧٦.