الإسماعيليّ من طريق ابن وهب، عن سليمان بن بلال:"سبعين باعًا"، كما رواية مسلم، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن الذي يُلجمه العرق الكافر، أخرجه البيهقيّ في "البعث" بسند حسن عنه، قال:"يشتدّ كرب ذلك اليوم حتى يُلجم الكافر العرقُ، قيل له: فأين المؤمنون؟ قال: على الكراسي من ذهب، ويظلل عليهم الغمام". وبسند قويّ عن أبي موسى:"قال: الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة، وأعمالهم تظلهم"، وأخرج ابن المبارك في "الزهد"، وابن أبي شيبة في "المصنف"، واللفظ له بسند جيّد عن سلمان:"قال: تُعْطَى الشمس يوم القيامة حرّ عشر سنين، ثم تُدنى من جماجم الناس، حتى تكون قاب قوسين، فيَعرَقون، حتى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم ترتفع حتى يغرغر الرجل"، زاد ابن المبارك في روايته:"ولا يضر حرها يومئذ مؤمنًا، ولا مؤمنةً".
قال القرطبيّ: المراد: من يكون كامل الإيمان؛ لِمَا يدلّ عليه حديث المقداد وغيره أنهم يتفاوتون في ذلك بحسب أعمالهم.
وفي حديث ابن مسعود عند الطبرانيّ، والبيهقيّ:"إن الرجل ليَفيض عرقًا حتى يسيح في الأرض قامةً، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه"، وفي رواية عنه عند أبي يعلى، وصححها ابن حبان:"إن الرجل ليُلجمه العرق يوم القيامة، حتى يقول: يا رب أرحني، ولو إلى النار"، وللحاكم، والبزار، من حديث جابر نحوه، وهو كالصريح في أن ذلك كله في الموقف.
وقد ورد أن التفصيل الذي في حديث عقبة والمقداد يقع مثله لمن يدخل النار، فأخرج مسلم أيضًا من حديث سمرة، رفعه:"إن منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته"، وفي رواية:"إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى عنقه"، وهذا يَحْتَمِل أن يكون النار فيه مجازًا عن شدّة الكرب الناشئ عن العرق، فيتحد الموردان، ويمكن أن يكون ورد في حق من يدخل النار من الموحدين، فإن أحوالهم في التعذيب تختلف بحسب أعمالهم، وأما الكفار فإنهم في الغمرات، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.