للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

غَلْوة، وإن كان كلّ غلوة مائتي ذراع كان ستين غلوة، ويقال للأعلام المبنية في طريق مكة: أميال؛ لأنها بُنيت على مقادير مَدَى البصر من الميل إلى الميل، وإنما أضيف إلى بني هاشم، فقيل: المِيلُ الهَاشِمِيُّ؛ لأن بني هاشم حدَّدوه، وأعلموه. انتهى (١).

قال الجامع عفا الله عنه: الميل بالتقديرات الحديثة: (١٨٤٨) مترًا (٢)، والله، تعالى أعلم.

(أَمِ الْمِيلَ) وفي نسخة: "أو الميل" بـ "أو" بدل "أم"؛ أي: أم يقصد الميل (الَّذِي تُكْتَحَلُ) بالبناء للمفعول، (بِهِ الْعَيْنُ) فإن الميل يُطلق عليها أيضًا، لكن هذا الإطلاق جعله بعضهم من استعمال العوامّ، قال الأصمعيّ وغيره: والعامّة تقول لِمَا يُكتحل به: مِيلٌ، وهو خطأ، وإنما هو مُلْمُولٌ، وقال الليث: الْمِيل: الْمُلْمُول الذي يُكحَل به البصر، ذكره الفيّوميّ -رحمه الله- (٣).

والحاصل: أن سُليم بن عامر استشكل المراد بالميل؛ لأنه يُطلق على معنيين: الميل الذي هو عبارة عن المسافة المحدّدة التي بيّناها، أو الميل الذي هو عبارة عن عُود صغير، أو نحوه مما يؤخذ به الكحل من الْمِكحلة، ثم يُمسح به على أجفان العين، فأشكل عليه لهذا، لكن قال الأبيّ: الأَولى هنا معنى المسافة؛ لأنها إذا كانت بينها وبين الرؤوس مقدار الْمِرود تكون متّصلة بالرأس لقلة مقدار المرود (٤).

وقال الشيخ عبد الحقّ في "اللمعات": الظاهر أن المراد: مِيل الفرسخ، وكفى ذلك في تعذيبهم وإيذائهم، وأما احتمال إرادة ميل المكحلة فبعيد. انتهى (٥)، والله تعالى أعلم.

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ)؛ أي: في كثرة العرق، وقلّته، (فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٨.
(٢) راجع: "الإيضاحات العصريّة" لمحمد صبحي بن حسن حلاق ص ٧١ - ٧٣.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٨٨.
(٤) "شرح الأبيّ" ٧/ ٢٢٦.
(٥) "تحفة الأحوذيّ" ٧/ ٨٩.