(هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللهُ) -سبحانه وتعالى- (وَرَسُولُهُ -صلى الله عليه وسلم-)؛ أي: من الذلّ، والهوان، والكآبة، والخيبة، والخسران، والعذاب الأليم، حيث قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢)} [آل عمران: ١٢](حَقًّا؟)؛ أي: ثابتًا، وواقعًا عليكم.
وفي رواية حميد عن أنس -رضي الله عنه-، قال: سمع المسلمون من الليل ببئر بدر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم، ينادي:"يا أبا جهل بن هشام، ويا شيبة بن ربيعة، ويا عُتبة بن ربيعة، ويا أميّة بن خلف". وأخرجه ابن إسحاق، وأحمد، وغيرهما، وكذا وقع عند أحمد، ومسلم، من طريق ثابت، عن أنس، فسمّى الأربعة، لكن قدّم، وأخّر، وسياقه أتم، قال في أوله:"تركهم ثلاثة أيام حتى جيّفوا"، فذكره، وفيه من الزيادة:"فسمع عمر صوته، فقال: يا رسول الله، أتناديهم بعد ثلاث، وهل يسمعون، ويقول الله تعالى:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}[النمل: ٨٠]؟ فقال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لِمَا أقول منهم، لكن لا يستطيعون أن يُجيبوا".
قال الحافظ -رحمه الله-: وفي بعضه نظر؛ لأن أميّة بن خلف لم يكن في القليب؛ لأنه كان ضخمًا، فانتفخ، فأَلقَوا عليه من الحجارة، والتراب ما غيّبه. وقد أخرج ذلك ابن إسحاق من حديث عائشة -رضي الله عنها-، لكن يُجمع بينهما بأنه كان قريبًا من القليب، فنودي فيمن نودي؛ لكونه كان من جملة رؤسائهم.
ومن رؤساء قريش، ممن يصحّ إلحاقه بمن سُمّي، من بني عبد شمس بن عبد مناف: عبيدة، والعاص، والد أحيحة، وسعيد بن العاص بن أُميّة، وحنظلة بن أبي سفيان، والوليد بن عتبة بن ربيعة. ومن بني نوفل بن عبد مناف: الحارث بن عامر بن نوفل، وطُعيمة بن عديّ. ومن سائر قريش: نوفل بن خُويلد بن أسد، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، وأخوه عقيل، والعاصي بن هشام، أخو أبي جهل، وأبو قيس بن الوليد، أخو خالد، ونُبيه، ومنبّه ابنا الحجّاج السهميّ، وعليّ بن أميّة بن خلَف، وعمرو بن عثمان، عم طلحة أحد العشرة، ومسعود بن أبي أمية، أخو أم سلمة، وقيس بن الفاكه بن