للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"كتاب المهديّ" (٤٢٨٩)، و (الترمذيّ) في "الفتن" (٢١٧١)، و (ابن ماجه) في "الفتن" (٤١١٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٢٩٠ و ٣١٨ و ٣٢٣٠)، و (ابن راهويه) في "مسنده" (٤/ ١٢٢)، و (ابن الجعد) في "مسنده" (١/ ٣٩٣)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان قصد الجيش تخريب الكعبة، ثم خَسْفهم بالبيداء، وعدم وصولهم إلى الكعبة؛ لإخبار المُخبِر الصادق بذلك، وقال ابن التين: يَحْتَمِل أن يكون هذا الجيش الذي يُخسف بهم هم الذين يهدمون الكعبة، فينتقم منهم، فيَخسف بهم، ورُدّ عليه بوجهين:

أحدهما: أن في بعض طرق الحديث عند مسلم أن ناسًا من أمتي، والذين يهدمونها من كفار الحبشة.

والآخر: أن مقتضى كلامه يُخسف بهم بعد الهدم، وليس كذلك، بل خَسْفهم قبل الوصول إلى مكة؛ فضلًا عن هدمها.

٢ - (ومنها): بيان أن من كَثّر سواد قوم في معصية وفتنة أن العقوبة تلزمه معهم، إذا لم يكونوا مغلوبين على ذلك.

٣ - (ومنها): ما نُقل أن مالكًا -رَحِمَهُ اللَّهُ- استَنبط من هذا أن من وُجد مع قوم يشربون الخمر، وهو لا يشرب أنه يعاقَب، واعتَرض عليه بعضهم بأن العقوبة التي في الحديث هي الهجمة السماوية، فلا يقاس عليها العقوبات الشرعية، وفيه نظر؛ لأن العقوبات الشرعية أيضًا من الأمور السماوية.

٤ - (ومنها): بيان أن الأعمال تعتبر بنيّة العامل، وهو كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ولكل امرئ ما نوى".

٥ - (ومنها): وجوب التحذير من مصاحبة أهل الظلم، ومجالستهم، وتكثير سوادهم، إلا لمن اضطُرَّ.

[فإن قلت]: ما تقول في مصاحبة التاجر لأهل الفتنة، هل هي إعانة لهم على ظلمهم، أو هي من ضرورات البشرية؟.

[قلت]: ظاهر الحديث يدل على الثاني (١)، واللَّه أعلم.


(١) "عمدة القاري" ١١/ ٢٣٧.