للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كريب": هو محمد بن العلاء، و"الأعمش": هو سليمان بن مِهْران، والله تعالى أعلم.

قال الجامع عفا الله عنه: [إن قلت]: لم لم يجمع المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - - رَحِمَهُ اللهُ - بين الأسانيد الثلاثة، فيقول: حدثنا ابن نمير، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، كلهم عن أبي معاوية، ووكيع، كلاهما عن الأعمش؟.

[قلت]: إنما لم يفعل ذلك؛ لأن شيوخه الثلاثة لم يتّفقوا في الرواية عن أبي معاوية، ووكيع كليهما، فابن أبي شيبة، لا يروي عن أبي معاوية، وأبو كريب لا يروي عن وكيع، وابنُ نمير روى عنهما جميعًا، فصنيع المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - هو الذي يفصّل هذا التفصيل، فلو سلك مسلك الجمع لأدّى إلى ظنّ أن الثلاثة يروون عنهما جميعًا مع أنه خلاف الواقع، وهذا من دقائق صنيع المحدّثين رحمهم الله، ولا سيّما المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، فإن له منه الأحظَّ الأوفرَ، كما أقرّ له بذلك الحفّاظ الجهابذة، حتى فضّلوه على البخاريّ في هذا الجانب، ولبعضهم في هذا المعنى [من الطويل]:

تَنَازَعَ قَوْمٌ فِي الْبُخَارِي وَمُسْلِمٍ … لأَيِّهِمَا فِي الْفَضْلِ كَانَ التَّقَدُّمُ

فَقُلْتُ لَقَدْ فَاقَ الْبُخَارِيُّ صِحَّةً … كَما فَاقَ فِي حُسْنِ الصِّنَاعَةِ مُسْلِمُ

وقد أسلفت تحقيق هذا البحث في "شرح المقدّمة" مستوفًى، فارجع إليه تستفد علمًا جمًّا، وبالله تعالى التوفيق.

وقوله: (كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ) الضمير لأبي معاوية، ووكيع.

وقوله: (بِهَذَا الإسْنَادِ) أي بإسناد الأعمش الماضي، وهو: عن المعرور بن سُويد، عن أبي ذرّ - رضي الله عنه -.

[تنبيه]: رواية وكيع، التي أحالها المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ - هنا على رواية عبد الله بن نمير، أخرجها الحافظ أبو عوانة - رَحِمَهُ اللهُ - في "مسنده" (١/ ١٤٦)، فقال:

(٤٣٥) حدثنا ابن أبي رجاء الْمِصِّيصيّ، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن المعرور بن سُوَيد، عن أبي ذرّ، قال: قال رسول الله لي الله عليه وسلم -: "يؤتى بالرجل يوم القيامة، فيقال: اعرِضُوا عليه صغار ذنوبه، ويُخْبَأُ عنه كِبَارها، فيقال: عَمِلت يوم كذا كذا وكذا، وعَمِلت يوم كذا وكذا، وعملت يوم