للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فعلى أنه مضارع أُطفِئ رباعيًّا، مغيّر الصيغة، فرفع "نورُ" على الأول على الفاعليّة، وعلى الثاني على أنه نائب فاعل، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(ثُمَّ يَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في كثير من الأصول، وفي أكثرها "المؤمنين" بالياء. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: الظاهر أن نسخة "المؤمنين" تكون مع لفظة "يُنْجِي"، فيكون الفاعل ضميرًا يعود إلى الله تعالى، و"المؤمنين" منصوب على المفعوليّة، والله تعالى أعلم.

(فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ) بضمّ، فسكون: أي جماعة، قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: "الزُّمْرَة" بالضمّ: الفَوْجُ، والجماعة في تفرقة، جمعه: زُمَر. انتهى (١)، وقوله: (وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ) جملة في محلّ نصب على الحال من "أوّل"، وإن كان نكرةً؛ لتخصّصه بالإضافة، كما قال في "الخلاصة":

وَلَمْ يُنَكَّرْ غَالِبًا ذُو الْحَالِ إِنْ … لَمْ يَتَأَخَّرْ أَوْ يُخَصَّصْ أَوْ يَبِنْ

مِنْ بَعْدِ نَفْي أَوْ مُضَاهِيهِ كَـ "لَا … يَبْغِي امْرُؤ عَلَى امْرِئٍ مُسْتَسْهِلَا"

وأما "القفر"، فقال الأزهريّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يُسمّى القمرُ لليلتين من أول الشهر هلالًا، وفي ليلة ستّ وعشرين، وسبع وعشرين أيضًا هلالًا، وما بين ذلك يُسمّى قَمَرًا، وقال الفارابيّ، وتبعه في "الصِّحاح": الهلال لثلاث ليالٍ من أول الشهر، ثم هو قمرٌ بعد ذلك، وقيل: الهلال: هو الشهر بعينه، وسُمّي القمر به؛ لبياضه، يقال: ليلةٌ مُقْمِرَةٌ: أي بيضاء، وحِمَارٌ أقمرُ: أي أبيض، ذكره الفيّوميّ (٢).

وأما "البدر": فهو القمر ليلة كماله، وهو في الأصل مصدرٌ، يقال: بَدَر القمر بَدْرًا، من باب قتل، قاله الفيّوميّ، وقال ابن منظور: "البدرُ": القمر إذا امتلأ، وإنما سُمي بدرًا؛ لأنه يبادر بالغروب طلوع الشمس، وفي "الْمُحْكم": لأنه يبادر بطلوعه غروب الشمس؛ لأنهما يتراقبان في الأفق صُبْحًا، وقال الجوهريّ: سُمّي بَدْرًا؛ لمبادرته الشمس بالطلوع، كأنه يُعَجِّلها المغيب، وسُمِّي بدرًا؛ لتمامه، وسُمّيت ليلة البدر؛ لتمام قمرها. انتهى (٣).


(١) "القاموس المحيط" ص ٣٦١ - ٣٦٢.
(٢) "المصباح المنير" ٥/ ٥١٢ و ٦٣٩.
(٣) "لسان العرب" ٤/ ٤٩.