للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(سَبْعُونَ أَلْفًا، لَا يُحَاسَبُونَ) بالبناء للمفعول: أي ليس عليهم محاسبة على أعمالهم؛ لرفعة قدرهم عند الله - سبحانه وتعالى -، فأعمالهم كلّها صالحة، مقبولة، لا تحتاج إلى المحاسبة عليها (ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضوَأ نَجْمٍ فِي السَّمَاء، ثُمَّ كَذَلِكَ، ثُمَّ تَحِلُّ الشَّفَاعَةُ) بكسر الحاء، من باب ضرب: وهو ضدّ تحرُم، أي تباح، ويَأذن الله تعالى بها، ويحتمل أن يكون من حلّ الدين يَحِلُّ بالكسر أيضًا: إذا ثبت، ووجب: أي تثبت، وتحقّق (وَيَشْفَعُونَ) الضمير للشفعاء، وهم: الأنبياء، والملائكة، والمؤمنون، كما بُيّن في الروايات الأخرى (حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ) بالبناء للمفعول، و"حتى" يحتمل أن تكون بمعنى "كي" التعليليّة، فينتصب الفعل بعدها بـ "أن" مضمرة بعدها، كما في قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ} [البقرة: ٢١٧].

ويحتمل أن تكون ابتدائيّة، فيرتفع الفعل بعدها، كما في قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} الآية [البقرة: ٢١٤] في قراءة نافع بالرفع، وكقول الشاعر [من الكامل]:

يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلَابُهُمْ … لَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ الْمُقْبِلِ

وكقوله [من الطويل]:

سَرَيْتُ بِهِمْ حَتَّى تَكِلُّ مَطِيَّهُمْ … وَحَتَّى الْجِيَادُ مَا يُقَدْنَ بِأَرْسَانِ

(مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً) واحدة الشعير، قال الفيّومي - رَحِمَهُ اللهُ -: "الشَّعِير": حَبٌّ معروفٌ، قال الزجّاج: وأهل نجد يؤنّثونه، وغيرهم يذكّره، فيقال: هي الشعير، وهو الشعير. انتهى (١). (فَيُجْعَلُونَ) بالبناء للمفعول أيضًا (بِفِنَاءِ الْجَنَّةِ) بكسر الفاء، وتخفيف النون، مثلُ كتاب: الْوَصِيد، وهو سَعَةٌ أَمَام البيت، وقيل: ما امتدّ من جوانبه (٢)، (وَيَجْعَلُ) بفتح أوله مبنيًّا للفاعل (أَهْلُ الْجَنَّةِ يَرُشُّونَ) بفتح أوله، وضمّ ثالثه: أي يصبّون (عَلَيْهِمُ الْمَاءَ، حَتَّى يَنْبُتُوا نَبَاتَ الشَّيْءِ فِي السَّيْلِ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا هو في جميع الأصول ببلادنا "نَبَاتَ الشيء"، وكذا نقله القاضي عياض عن رواية الأكثرين، وعن بعض رواة مسلم: "نَبَاتَ الدِّمْنِ" يعني: بكسر الدال، وإسكان


(١) "المصباح" ١/ ٣١٥.
(٢) "المصباح" ٢/ ٤٨٢.