للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَحَائِضٍ وَصَاهِلٍ وَفَاعِلَهْ … وَشَذَّ فِي الْفَارِسِ مَعْ مَا مَاثَلَهْ

حال كون العشرة (طَلِيعَةً) هو من يُبعث لِيَطَّلع على حال العدوّ، كالجاسواس، فعيلة بمعنى فاعلة، يستوي فيه الواحد، والجمع. وإنما قال: "عشر" نظرًا إلى أن الفوارس طلائع، قاله القاري؛ يعني: أنه إنما ذكّر العدد؛ لكون معنى المعدود مؤنّثًا، وهو الطلائع، جمع طليعة، فيذكّر العدد له، ووقع في معظم نُسخ "صحيح مسلم" بلفظ: "عشرة فوارس" نظرًا للفظ الفوارس؛ لأنه جمع فارس، وهو مذكّر، فيؤنّث العدد له، فتنبّه، وإلى هذه القاعدة أشار ابن مالك - رَحِمَهُ اللهُ - في "الخلاصة" حيثما قال:

ثَلَاثَةً بِالتَّاءِ قُلْ لِلْعَشَرَهْ … فِي عَدِّ مَا آحَادُهُ مُذَكَّرَهْ

فِي الضدِّ جَرِّدْ وَالْمُمَيِّزَ اجْرُرِ … جَمْعًا بِلَفْظِ قِلَّةٍ فِي الأَكْثَرِ

(قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) هذا هو الذي قدّمت أنه دليل على أنَّ الحديث مرفوع، وليس موقوفًا على ابن مسعود - رضي الله عنه -، فتنبّه. ("إِنِّي لأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ)؛ أي: أسماء العشرة (وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ) فيه مع كونه من المعجزات دلالةٌ على أنَّ علمه تعالى محيط بالكليات، والجزئيات، من الكائنات، وغيرها. (هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ) احتراز من الملائكة. (يَوْمَئِذٍ)، وقوله: (أَو مِنْ خَيرِ فَوَارِسَ) الظاهر أن "أو" هنا للشكّ من الراوي، ابن مسعود، أو من دونه، والله تعالى أعلم. (عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ").

وقوله: (قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ) غرضه منه بيان اختلاف شيخيه: ابن أبي شيبة، وعليّ بن حجر، فقال عليّ: "يسير بن جابر" بالياء، وقال ابن أبي شيبة: "أسير بن جابر" بالهمزة بدل الياء، وقد ذكرت هذا الاختلاف، في ترجمته، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٧٢٥٣ و ٧٢٥٤ و ٧٢٥٥] (٢٨٩٩)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (٢٠٨١٢)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٣٩٢)،