للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال صاحب "فتح الودود": والأقرب في مثله التوقف، والتفويض إلى عالمه. انتهى (١).

وذكر القرطبي في "تذكرته" مثل هذا الترتيب، إلَّا أنه جعل الدجال مكان الدخان.

وذكر البيهقي عن الحاكم مثل ترتيب القرطبيّ، وجعل خروج الدابة قبل طلوع الشمس من مغربها، فالظاهر، بل المتعيّن هو ما قال "صاحب فتح الودود" من أن الأقرب في مثله هو التوقف، والتفويض إلى عالمه (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: ما أجود هذا التحقيق، فالواجب على العاقل في مثل هذه النصوص تفويض تفاصيلها، وحقائقها إلى من أنزلها إلى نبيّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي جعل الله - عَزَّ وَجَلَّ - بيان ما أنزله إليه، فقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} الآية [النحل: ٤٤]، فهو - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعلم بمراد الله من غيره بلا شكّ ولا ريب، والله تعالى أعلم.

٣ - (ومنها): أنه يؤخذ من إثبات طلوع الشمس من مغربها الردّ على أصحاب الهيئة، ومن وافقهم أن الشمس وغيرها من الفلكيات بسيطة، لا يختلف مقتضياتها، ولا يتطرق إليها تغيير ما هي عليه، قال الكرمانيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وقواعدهم منقوضة، ومقدماتهم ممنوعة، وعلى تقدير تسليمها، فلا امتناع من انطباق منطقة البروج التي هي مُعَدَّل النهار، بحيث يصير المشرق مغربًا، وبالعكس (٣)، والله تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:

[٧٢٥٨] (. . .) - (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّاز، عَنْ أَبِي الطُّفَيْل، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: كَانَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غُرْفَةٍ، وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ، فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: "مَا تَذْكرُونَ؟ "، قُلْنَا: السَّاعَةَ، قَالَ: "إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ:


(١) "عون المعبود" ١١/ ٢٨٩.
(٢) "عون المعبود" ١١/ ٢٨٩.
(٣) "الفتح" ١١/ ٣٥٥ - ٣٥٦.