للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مدينة مشهورة باليمن، وفي "القاموس": عدن - محركة - جزيرة باليمن (١).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "من قعرة عدن" هكذا هو في الأصول: "قعرة" بالهاء، والقاف مضمومة (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا ضبط النوويّ القاف بالضمّ، والذي تقتضيه عبارة "القاموس" جواز الوجهين: الفتح، والضمّ، فتنبه، والله تعالى أعلم.

قال: ومعناه: من أقصى قعر أرض عدن، وعدن مدينة معروفة مشهورة باليمن، قال الماورديّ: سُمِّيت عدنًا من العدون، وهي الإقامة؛ لأنَّ تُبّعًا كان يحبس فيها أصحاب الجرائم، وهذه النار الخارجة من قعر عدن واليمن، هي الحاشرة للناس، كما صرّح به في الحديث، أما قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الذي بعده: "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى"، فقد جعلها القاضي عياض حاشرةً، قال: ولعلهما ناران يجتمعان لحشر الناس، قال: أو يكون ابتداء خروجها من اليمن، ويكون ظهورها، وكثرة قوّتها بالحجاز. انتهى.

قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - بعد نقل كلام القاضي هذا: وليس في الحديث أن نار الحجاز متعلقة بالحشر، بل هي آية من أشراط الساعة، مستقلة، وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارًا عظيمةً جدًّا، من جنب المدينة الشرقيّ، وراء الحرّة، تواتر العلم بها عند جميع الشام، وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة. انتهى كلام النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٣).

وقوله: (تَرْحَلُ النَّاسَ) وفي رواية: "تسوق الناس"؛ أي: تطردهم النار، وقال النوويّ: قوله: "ترحل الناس" هو بفتح التاء، وإسكان الراء، وفتح الحاء المهملة المخففة، هكذا ضبطناه، وهكذا ضبطه الجمهور، وكذا نقل القاضي


(١) "مرقاة المفاتيح" ١٠/ ١٠٣.
(٢) قال في "القاموس": الْقُعْرة بالضمّ: الْوَهْدة. اهـ.
(٣) "شرح النوويّ" ١٨/ ٢٨.