للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللَّهُمَّ اشف أبا هريرة، فقال: اللَّهُمَّ لا ترجعها، إن استطعت يا أبا سلمة فَمُت، والذي نفسي بيده ليأتينّ على العلماء زمانٌ الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر، وليأتين أحدهم قبر أخيه، فيقول: ليتني مكانه".

وفي "كتاب الفتن" من رواية عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذرّ قال: "يوشك أن تمر الجنازة في السوق على الجماعة، فيراها الرجل، فيهز رأسه، فيقول: يا ليتني مكان هذا، قلت: يا أبا ذرّ: إن ذلك لمن أمر عظيم، قال: أَجَلْ" (١)، واللَّه تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٨/ ٧٢٧٤ و ٧٢٧٥] (١٥٧)، و (البخاريّ) في "الفتن" (٧١١٥ و ٧١٢١)، و (مالك) في "الموطّأ" (١/ ٢٤١)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (١١/ ٣٧٨)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٣٦ و ٥٣٠)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٧٠٧)، و (الدانيّ) في "السنن الواردة في الفتن" (٢/ ٤٥٣ و ٤٥٤)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان أن من أشراط الساعة التي لا بدّ من وقوعها مرور الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وهذا إن لم يكن قد وقع فهو واقع لا محالة، وليس يلزم أن يكون في كل البلدان، ولا في كل الأزمنة، ولا لجميع الناس، بل يصدق هذا بأن يتفق لبعضهم في بعض الأقطار، وقد ذكر ابن عبد البرّ، والقاضي عياض أن ذلك قد وقع.

٢ - (ومنها): أنه يَحْتَمِل أن يكون سبب هذا التمني ما يُرى من البلاء، والمحن، والشدائد، والفتن، فيَرى الموت الذي هو أعظم المصائب أهون مما هو فيه، فيتمنى المصيبة الهيّنة في اعتقاده، ويَحْتَمِل أن يكون سببه ما يرى من


(١) "الفتح" ١٦/ ٥٤٨ - ٥٤٩، "كتاب الفتن" رقم (٧١١٥).