ثم يقولون الثانية: لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، فيفرّج لهم، فيدخلونها، فيغنمون، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذا جاءهم الصريخ، أن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء، ويرجعون"، يقال: إن هذه المدينة هي القسطنطينية، قد صحت الرواية أن فتحها مع قيام الساعة. انتهى.
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ) العبديّ، أبو عبد اللَّه الكوفيّ، ثقةٌ حافظٌ [٩](ت ٢٠٣)(ع) تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٧.
والباقون ذُكروا في الباب، وقبل باب، و"عبيد اللَّه" هو: ابن عمر العمريّ.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأنه مسلسلٌ بالمدنيين من عبيد اللَّه، والباقيان كوفيّان، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عُمَرَ) -رضي اللَّه عنهما- (عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-)؛ أنه (قَالَ: "لَتُقَاتِلُنَّ) خطاب للحاضرين، والمراد غيرهم من أمته -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإن هذا إنما يكون إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام فإن المسلمين يكونون معه، واليهود مع الدجال.
وفي الرواية الآتية:"تقاتلكم اليهود، فتسلطون عليهم"، وفي رواية أحمد من طريق أخرى عن سالم، عن أبيه:"ينزل الدجال هذه السبخة -أي: خارج المدينة- ثم يسلط اللَّه عليه المسلمين، فيقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة والحجر، فيقول الحجر والشجرة للمسلم: هذا يهوديّ، فاقتله".
وعلى هذا فالمراد بقتال اليهود: وقوع ذلك إذا خرج الدجال، ونزل