وأما الثالث: ففي حديث النوّاس بن سمعان عند مسلم أنه يخرج عند فتح المسلمين القسطنطينية.
وأما سبب خروجه، فأخرج مسلم في حديث ابن عمر، عن حفصة -رضي اللَّه عنهم- أنه يخرج من غضبة يغضبها.
وأما من أين يخرج؟ فمن قِبَلِ المشرق جزمًا، ثم جاء في رواية أنه يخرج من خُراسان، أخرج ذلك أحمد، والحاكم، من حديث أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، وفي أخرى أنه يخرج من أصبهان، أخرجها مسلم.
وأما صفته فمذكورة في أحاديث الباب.
وأما الذي يدّعيه فإنه يخرج أوّلًا، فيدعي الإيمان والصلاح، ثم يدّعي النبوة، ثم يدّعي الإلهية، كما أخرج الطبرانيّ من طريق سليمان بن شهاب، قال: نزل عليّ عبد اللَّه بن المعتمر، وكان صحابيًّا، فحدّثني عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"الدجال ليس به خفاء، يجيء من قبل المشرق، فيدعو إلى الدين، فيُتَّبَع، ويَظهر، فلا يزال حتى يَقْدَم الكوفة، فيظهر الدين، ويَعمل به، فيُتَّبع، ويحث على ذلك، ثم يدعي أنه نبيّ، فيفزع من ذلك كل ذي لبّ، ويفارقه، فيمكث بعد ذلك، فيقول: أنا اللَّه، فتغشى عينه، وتُقطع أذنه، ويُكتب بين عينيه كافر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحد من الخلق في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان"، وسنده ضعيف.
[تنبيه]: اشتَهَر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن، مع ما ذُكر عنه من الشر، وعِظَم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة.
وأجيب بأجوبة:
أحدها: أنه ذُكر في قوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}[الأنعام: ١٥٨] فقد أخرج الترمذيّ، وصححه، عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-، رفعه:"ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها".
الثاني: قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}[النساء: ١٥٩]، وفي قوله