للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالمشرق، فيعطى الخلافة، ثم يُظهر السحر، ثم يدعي النبوة، فتتفرق الناس عنه، فيأتي النهر، فيأمره أن يسيل إليه، فيسيل، ثم يأمره أن يرجع، فيرجع، ثم يأمره أن ييبس، فييبس، ويأمر جبل طور وجبل زيتا أن ينتطحا، فينتطحا، ويأمر الريح أن تُثير سحبًا من البحر، فتمطر الأرض، ويخوض البحر في يوم ثلاث خوضات، فلا يبلغ حقويه، وإحدى يديه أطول من الأخرى، فيمد الطويلة في البحر، فتبلغ قعره، فيخرج من الحيتان ما يريد".

وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من "الحلية" بسند حسن، صحيح إليه، قال: "لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل، وسبعة آلاف امرأة"، وهذا لا يقال من قِبَل الرأي، فيَحْتَمِل أن يكون مرفوعًا، أرسله، ويَحْتَمِل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب. انتهى، ما في "الفتح" (١)، وهو بحث مفيدٌ جدًّا، واللَّه تعالى أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رَحِمَهُ اللَّهُ- أوّلَ الكتاب قال:

[٧٣١٨] (. . .) - (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو كُرَيْبِ -وَاللَّفْظُ لأَبِي كُرَيْبٍ- قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا، وَقَالَ الآخَرَانِ: أَخْبَرَنَا أَبُوَ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَقَالَ: دُخٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دَعْهُ، فَإِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ").

رجال هذا الإسناد: سبعة:

وكلهم ذُكروا في الباب وقبله.

وقوله: (قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا) على وزن فَعِيل، ويروى: "خبأت لك خبأ" على وزن فعل، وكلاهما صحيح، بمعنى الشيء الغائب المستور: أي: أضمرت لك "سورة الدخان"، واختُلف في هذا المخبّا ما هو؟ فقال القرطبيّ:


(١) "الفتح" ١٦/ ٥٧٤ - ٥٧٦.