للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَيَقُولُونَ)؛ أي: فيما بينهم يقول بعضهم لبعض: (اقْتُلُوهُ) أي اقتلوا هذا الرجل الجاحد لربوبية ربنا، (فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ) الدجّال الكذّاب (أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا) أي مِن قتلكم أحَدًا (دُونَهُ) أي دون علمه، وأمره، وإذنه. (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآه الْمُؤْمِنُ)؛ أي: أبصر الدجالَ الرجلُ الموقنُ، وقد عرف علاماته، (قَالَ) تذكيرًا للأمة، وتوهينًا للغُمة: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-)؛ أي: في أحاديثه أنه سيخرج في آخر الزمان. (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ به)؛ أي: بضرب هذا الرجل، (فَيُشَبَّحُ) بضمّ أوله، وتشديد الموحّدة المفتوحة، مبنيًّا للمفعول؛ أي: يُمَدّ للضرب، وفي نسخة: "فيُشجّ"، (فَيَقُولُ) الدجال تأكيدًا، وتغليظًا، وتشديدًا: (خُذُوهُ)؛ أي: امسكوه أخذًا شديدًا، (وَشُجُّوهُ) بضم الشين المعجمة، وتشديد الجيم؛ أي: اكسروا رأسه، قال القاري: وفي نسخة -أي: من "المشكاة"-: "فشبحوه" بفتح الشين، وكسر الموحّدة، فحاء مهملة؛ أي: مُدّوه على بطنه، أو على قفاه، يقال: تشبّح الحرباء على العود؛ أي: امتد، وتشبيح الشيء: جَعْله عريضًا. انتهى (١).

(فَيُوسَعُ) بسكون الواو، وفتح السين، مبنيًّا للمفعول، هكذا أفاد القاري. (ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا) منصوب على التمييز، يعني أنه يُكْثَر الضرب على ظهره وبطنه. (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (فَيَقُولُ) الدجال لذلك الرجل بعدما عذّبه ظنًّا منه أنه سيستجيب له، (أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي؟)؛ أي: أتنكر ألوهيتي، وما تؤمن بربوبيتي؟ (قَالَ) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فَيَقُولُ) الرجل المؤمن: (أَنْتَ الْمَسِيحُ)؛ أي: الذي يمسح الأرض سيرًا، أو الممسوح العين، (الْكَذَّابُ)؛ أي: كثير الكذب بادعائك ما ليس لك، وتمرّدك على ربّك الذي خلقك. (قال) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (فَيُؤْمَرُ بهِ)؛ أي: بنشره بالمنشار، (فيُؤْشَرُ) بضم، فسكون همز، ويبدل واوًا، ففتح شين؛ أي: فيقطع (بِالْمِئْشَارِ) بكسر الميم، وسكون الهمزة، وتبدل ياءً، وبالنون، في بعض النسخ، وهو آلة النشر، والقطع. (مِنْ مَفْرِقِهِ) بفتح الميم، وكسر الراء، وتُفتح؛ أي: من مبتدأ فرق رأسه، (حَتَّى يُفَرَّقَ) بصيغة المجهول، مخفّفًا، ومشدّدًا؛ أي: حتى يفصل بدنه قطعتين، واقعتين (بَيْنَ رِجْلَيْهِ)؛ أي: في طرفي قدميه.


(١) "مرقاة المفاتيح" ١٦/ ٧.