للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا)؛ أي: منعنا من الوصول إلى المقصد، (ثُمَّ أَرْفَأْنَا)؛ أي: ألجأنا (إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا)؛ أي: في أقرُب السفينة، وهي الصغار، (فدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا) بكسر القاف؛ أي: استقبلتنا (دَابَّةٌ أَهْلَبُ)؛ أي: غليظة الشَّعر، (كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يُدْرَى) بالبناء للمفعول، وفي نسخة: "لا ندري"، (مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ، مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتِ: اعْمِدُوا) بكسر الميم؛ أي: اقصدوا (إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ) بالفتح؛ أي: القصر الكبير، (فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا)؛ أي: مسرعين، (وَفَزِعْنَا)؛ أي: خفنا (مِنْهَا)؛ أي: من تلك الدابّة، (وَلَمْ نَأْمَنْ) من باب تعب، (أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَقَالَ) الرجل: (أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ) بفتح الموحّدة، وسكون التحتية، وهي قرية بالشام، وقال ياقوت: بيسان بالفتح، ثم السكون، وسين مهملة، ونون: مدينة بالأردنّ بالغور الشامي، ويقال: هي لسان الأرض، وهي بين حَوْاران وفلسطين، وبها عين الفلوس، يقال: إنها من الجنة، وهي عين فيها ملوحة يسيرة، جاء ذكرها في حديث الجساسة، قال: وتوصف بكثرة النخل، وقد رأيتها مرارًا، فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين، وهو من علامات خروج الدجال، وهي بلدة وبئة حارّة، أهلها سُمُر الألوان، جُعْد الشعور؛ لشدة الحر الذي عندهم.

وقال أيضًا: وبيسان أيضًا موضع معروف بأرض اليمامة، والذي أراه أن هذا الموضع هو الموصوف بكثرة النخل؛ لأنهم إنما احتجّوا على كثرة نخل بيسان بقول أبي دواد الإياديّ [من الخفيف]:

نَخَلَاتٌ مِنْ نَخْلِ بَيْسَانَ أَيْنَعْـ … ــنَ جَمِيعًا وَنَبْتُهُنَّ تُؤَامُ

وَتَدَلَّتْ عَلَى مَنَاهِلِ بُرْدٍ … وَفليجٌ من دونها وسنامُ (١)

(قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟)؛ أي: تطلب خبر بيسان، (قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا، هَلْ يُثْمِرُ؟) نخلها، (قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ) يثمر، (قَالَ: أَمَا) بالتخفيف: أداة استفتاح وتنبيه، (إِنَّه)؛ أي: إن الشأن والحال، وفي نسخة: "إنها"، أو الضمير


(١) "معجم البلدان" ١/ ٥٢٧.