للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للنخل؛ إذ هو اسم جمع يذكّر، ويؤنّث، كما أسلفنا البحث عنه مستوفًى. (يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ، قَالَ) الرجل: (أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ) بفتحتين، والبحيرة تصغير البحر، وفي "القاموس": الطبرية محركة: قصبة الأردنّ، والنسبة إليها طبراني. (قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيّ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ)؛ أي: يفنى، وينفد. (قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ) بزاي معجمة مضمومة، ثم غين معجمة مفتوحة، ثم راء، وهي بلدة معروفة في الجانب القبليّ من الشام، قاله النوويّ (١).

وقال القاري: "زُغر" بزاي، فغين معجمتين، فراء، كزُفَر: بلدة بالشام، قليلة النبات، قيل: عدم صرفه للتعريف والتأنيث؛ لأنه في الأصل اسم امرأة، ثم نُقل، يعني ليس تأنيثه باعتبار البلدة والبقعة، فإنه قد يذكّر مثله، ويصرف باعتبار البلد والمكان. انتهى (٢).

(قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ)؛ أي: في عينه، أو تلك العين، فاللام للعوض عن المضاف إليه، أو للعهد. (مَاءٌ)؛ أي: كثير؛ لقوله: (وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا)؛ أي: أهل تلك العين، أو البلدة، وهي الأظهر؛ لقوله: (بِمَاءِ الْعَيْنِ) بماء العين. (قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا) الظاهر أن جوابه على طبق ما سبق، وهو أما إنها يوشك أن لا يبقى فيها ماء يزرع به أهلها، وفي الأسئلة المذكورة، وأجوبتها المسطورة، إشارة إلى أنها علامات لخروجه، وأمارات لذهاب بركتها بشآمة ظهوره، ووصوله. ولمّا كانت هذه الأسئلة توطئة لِمَا بعدها (قَالَ)؛ أي: الدجال معرضًا عن الجواب الثانى، وبادر إلى السؤال المقصود، وهو ظهور محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- المحمود، (أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمَيِّينَ)؛ أي: العرب، (مَا فَعَلَ؟) بفتحتين؛ أي: ما صنع بعدما بُعث، قال ابن الملك في "شرح المشارق": أراد الدجال بالأميين: العرب؛ لأنهم لا يكتبون، ولا يقرؤون غالبًا، وإنما أضاف نبيّنا محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- إليهم طعنًا عليه بأنه مبعوث إليهم خاصّة، كما زعم بعض اليهود، أو بأنه غير مبعوث إلى ذوي الفطنة، والكياسة، والعقل، والرياسة. (قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَنَزَلَ يَثْرِبَ)؛ أي: هاجر إلى المدينة. (قَالَ: أَقَاتَلَهُ). وفي نسخة:


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ٨١.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١٦/ ٢١.