للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يحصل لأحد فيها بسبب نزوله قربها شيء منه، أو هو عبارة عن غايته، وهو غَلَبَته عليها، والمراد بالرجفة: الإرفاق، وهو إشاعة مجيئه، وأنه لا طاقة لأحد به، فيسارع حينئذٍ إليه من كان يتصف بالنفاق، أو الفسق، فيظهر حينئذٍ تمام أنها تنفي خبثها. انتهى (١).

(يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ") وفي رواية البخاريّ: "فيخرج الله كلّ كافر، ومنافق"، قال في "الفتح": "ثم ترجف المدينة أي: يحصل لها زلزلة بعد أخرى، ثم ثالثة حتى يخرج منها من ليس مخلصًا في إيمانه، ويبقى بها المؤمن الخالص، فلا يسلَّط عليه الدجال، ولا يعارض هذا ما في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - أنه لا يدخل المدينة رعب الدجال؛ لأن المراد بالرعب: ما يحدث من الفزع من ذِكره، والخوف من عتوّه، لا الرجفة التي تقع بالزلزلة؛ لإخراج من ليس بمخلص، وحَمَل بعض العلماء الحديث الذي فيه أنها تنفي الخبث على هذه الحالة، دون غيرها، وقد تقدم أن الصحيح في معناه أنه خاص بناس، وبزمان، فلا مانع أن يكون هذا الزمان هو المراد، ولا يلزم من كونه مرادًا نفي غيره. انتهى (٢).

وفيه معجزة ظاهرة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر عن أمر سيكون قطعًا، وفيه بيان فضل المدينة، وفضل أهلها المؤمنين الخالصين، والله تعالى أعلم.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ٧٣٦٠ و ٧٣٦١] (٢٩٤٣)، و (البخاريّ) في "فضائل المدينة" (١٨٨١) و"الفتن" (٧١٢٤)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٢/ ٤٨٥)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٩١ و ٢٣٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (١٢/ ١٨١ و ١٥/ ١٤٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٨٠٣)، و (الداني) في "السنن الواردة في الفتن" (٦/ ١١٦٣)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٢٠٢٢) وفوائده تقدّمت في "فضائل المدينة"، ولله الحمد والمنّة.


(١) "الفتح" ١٣/ ٩٤.
(٢) "الفتح" ٥/ ١٩٩ - ٢٠٠.