للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معونة، وكان هو السبب فيها، ومات عامر بن الطفيل بعد ذلك كافرًا في قصة له مشهورة في موته، ذكرها ابن إسحاق وغيره. انتهى (١).

(قَالَ) النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ردًّا على سؤاله: ("إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللهَ) فاستحقّ التشميت، (وَإنَّكَ لَمْ تَحْمَدِ اللهَ) فلم تستحقّ التشميت، وفي حديث أبي هريرة: "إن هذا ذكر الله، فذكرته، وأنت نسيت الله، فنسيتك"، وقد تقدم أن النسيان يُطلق، ويراد به الترك.

قال الحليميّ رَحِمَهُ اللهُ: الحكمهّ في مشروعية الحمد للعاطس، أن العطاس يدفع الأذى من الدماغ الذي فيه قوة الفكر، ومنه منشأ الأعصاب التي هي معدن الحس، وبسلامته تسلم الأعضاء، فيظهر بهذا أنها نعمة جليلة، فناسب أن تقابل بالحمد لله، لِمَا فيه من الإقوار لله بالخلق والقدرة، وإضافة الخلق إليه، لا إلى الطبائع. انتهى (٢).

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١١/ ٧٤٥٥ و ٧٤٥٦] (٢٩٩١)، و (البخاريّ) في "الأدب" (٦٢٢١ و ٦٢٢٥) و"الأدب المفرد" (٩٣١)، و (أبو داود) في "الأدب" (٥٠٣٩)، و (الترمذيّ) في "الأدب" (٢٧٤٢)، و (النسائيّ) في "عمل اليوم والليلة" (٢٢٢)، و (ابن ماجه) في "الأدب" (٣٧١٣)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (١٩٦٧٨)، و (الطيالسيّ) في "مسنده" (٢٠٦٥)، و (الحميديّ) في "مسنده" (١٢٠٨)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٨/ ٦٨٣)، و (أحمد) في "مسنده" (٣/ ١٠٠ و ١١٧)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ٢٨٣)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٦٠٠)، و (أبو نعيم) في "الحلية" (٣/ ١٨٦)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٣٣٤٤)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (ومنها): بيان مشروعيّة حمد الله تعالى للعاطس.


(١) "الفتح" ١٤/ ١٠٩ - ١١٠.
(٢) "الفتح" ١٤/ ١١٠.