للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي مُوسَى) عبد الله بن قيس الأشعريّ - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ) قال الحافظ رَحمه الله: لم أقف على اسمهما صريحًا، ولكن أخرج أحمد، والبخاريّ في "الأدب المفرد" من حديث مَحْجن بن الأدرع الأسلميّ، قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فذكر حديثًا قال فيه: "فدخل المسجد، فإذا رجل يصلي، فقال لي: من هذا؟ فأثنيت عليه خيرًا، فقال: اسكت لا تسمعه، فتهلكه"، وفي رواية له: "فقلت: يا رسول الله هذا فلان، وهذا، وهذا"، وفي أخرى له: "هذا فلان، وهو من أحسن أهل المدينة صلاة، أو من أكثر أهل المدينة … " الحديث، والذي أثنى عليه محجن يُشبه أن يكون هو عبد الله ذو البجادين (١) المزنيّ، فقد ذكرت في ترجمته في "الصحابة" ما يقرب من ذلك. انتهى (٢).

(وَيُطْرِيهِ) بضم أوله، وبالطاء المهملة، من الإطراء، وهو المبالغة في المدح، (فِي الْمِدْحَةِ) بكسر الميم؛ أي: المدح، ووقع في بعض نُسخ البخاريّ: في "المدح" بفتح الميم بلا هاء، وفي أخرى: "في مدحه" بفتح الميم، وزيادة الضمير، قال الحافظ: والأول هو المعتمَد.

[تنبيه]: قال الفيّوميّ رَحمه اللهُ: مَدَحْتُهُ مَدْحًا، من باب نفع: أثنيت عليه بما فيه، من الصفات الجميلة، خِلْقِيّة كانت، أو اختيارية، ولهذا كان المدح أعمّ من الحمد، قال الخطيب التبريزيّ: المَدْحُ من قولهم: انْمَدَحَتِ الأرضُ: إذا اتسعت، فكأن معنى مدحته: وسّعت شكره، ومَدَهْتُهُ مَدْهًا مِثْلُهُ، وعن الخليل: بالحاء للغائب، وبالهاء للحاضر، وقال السَّرَقُسْطِيّ: ويقال: إن الْمَدْهَ في صفة الحال، والهيئة، لا غير. انتهى (٣).

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("لَقَدْ أَهْلَكْتُمْ، أَوْ قَطَعْتُمْ) "أو" هي للشكّ من الراوي؛ أي: أو قال: قطعتم (ظَهْرَ الرَّجُلِ") قال في "الفتح": كذا فيه بالشكّ، وكذا لمسلم، وتقدّم في حديث أبي بكرة الذي قبله بلفظ: "قطعت عنق صاحبك"، وهما بمعنى، والمراد بكل منهما الهلاك؛ لأن من يقطع عنقه يُقتل، ومن يقطع ظهره يهلك. انتهى.


(١) وقع في النسخة "ذو النجادين" بالنون، وهو غلط، والصواب ذو البجادين.
(٢) "الفتح" ١٣/ ٦١٨.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٦٦.