قال أبو اليسر:(فَأَشْهَدُ)؛ أي: مضارع بمعنى الماضي؛ أي: شهد، وقوله:(بَصَرُ عَيْنَيَّ) مرفوع على الفاعليّة، والإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله، وقوله:(هَاتَيْنِ) بدل من "عينيّ" وفي بعض النسخ: "بصرُ عيناي هاتان"، فيكون على لغة من يُلزم المثنى الألف في أحوالها. (وَوَضَعَ) أبو اليسر (إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ) والجملة حال من فاعل "قال" المقدّر قبل "فأشهد"، وقوله:(وَسَمْعُ أُذُنَيّ) بفتح السين، وسكون الميم بصيغة المصدر معطوف على "بَصَرُ عينيّ"، وقوله:(هَاتَيْنِ) بدل من "أذنيّ"، وقوله:(وَوَعَاهُ)، أي: حفظه، أي: ما سمع من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقوله:(قَلْبِي) مرفوع على الفاعليّة لـ "وعاه"، وقوله:(هَذَا) بدل من "قلبي"، (وَأَشَارَ) أبو اليسر عند قوله: "ووعاه قلبي هذا"، (إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ) بفتح الميم، وفي بعض النسخ:"نياط" بكسر النون، ومعناهما واحد، وهو عِرْقٌ معلَّقٌ بالقلب.
وهذا الذي ذكرنا من وجه الإعراب على رواية الأكثرين، وهي "بصرُ عينيّ"، بفتح الصاد، وضم الراء، وكذلك "سَمْعُ أذنيّ" بفتح السين، وسكون الميم، وضم العين، على كونهما مصدرين مضافين إلى فاعلهما، وهو أسلوب من أساليب العرب، قال سيبويه: العرب تقول: سَمْعُ أذني زيد، ورَأي عيني يقول ذلك، ويفعل ذلك، وأنشدوا:
وهما مصدران استعيرا لمعنى الفعل لزيادة التوكيد، ومفعولهما:"رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقبله جملة معترضة، وهي:"ووعاه قلبي"، يعني: وعى قلبي ما رأيته، وسمعته منه - صلى الله عليه وسلم -.
وعند العذريّ بضمّ الصاد، وفتح الراء على صيغة الماضي، و"عيناي" بالرفع على أنه فاعل، وجملة:"ووعاه قلبي" معترضة بين الفعل والمفعول، وهو قوله بعدُ:"رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
والمعنى على هذه الرواية: قال أبو اليسر: فأشهد على أنه بصرت عيناي هاتان، وسمِعت أذناي هاتان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو يقول .... إلخ، وقد وعا قلبي ما رأيته، وسمعته منه - صلى الله عليه وسلم -.
قال الأبيّ: الأصل في الترتيب تقديم الفعل، ثم يليه الفاعل، ثم يلي