للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): أن من مات على الكفر، فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين.

٢ - (ومنها): أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان، فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذةً قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم ونجيره من الأنبياء - صلوات الله تعالى وسلامه عليهم -.

٣ - (ومنها): أن فيه بيان ما كان في النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من حسن العشرة، والخلق الكريم، كما قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)} [القلم: ٤]؛ لأنه لما رأى الرجل عَظُمت عليه المصيبة، أراد أن يُهَوّن عليه، ويُخفّف عنه، فأخبره بأن مصيبته كمصيبته، فعليه أن يتأسّى به.

٤ - (ومنها): ما قاله الإمام ابن حبّان رحمه الله: فيه استحباب استمالة قلب أخيه المسلم بما لا يَحْظُرُ الكتاب والسنّة. انتهى (١).

[تنبيه]: إن تعجب، فعجبٌ بعد ثبوت هذه الأحاديث الصحاح محاولة بعض العلماء المتأخّرين، كالسيوطيّ في ادّعاء نجاة أبوي النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وردّ هذه الأحاديث الصحيحة بضرب من التأويل المتعسّف به، والاستدلال على ادّعائهم بالحكايات الواهية، وغيرها من الأساطير التي لا ينبني عليها شرعنا الشريف، بل هي مصادمة للنصوص الصحيحة، كقوله:


= رأسه ويديه ورجليه، فلما رأى ذلك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بَكَى، وقال: "بكيت من صنيع عمران، دخل حُصين، وهو كافر، فلم يَقُم إليه عمران، ولم يتلفت ناحيته، فلما أسلم قضى حقه، فدخلني من ذلك الرقَّة"، فلما أراد حصين أن يخرج، قال لأصحابه: "قوموا، فشيِّعُوه إلى منزله"، فلما خرج من سُدَّة الباب رأته قريشٌ، فقالوا: صبأ، وتفرقوا عنه. انتهى. "الإصابة في تمييز الصحابة" ٢/ ٧٦ - ٧٧.
قال الجامع عفا الله عنه: قد تبيّن بهذه الروايات أن الصحيح - كما قال الطبراني -: أن حصينًا أسلم، والله تعالى أعلم.
(١) ترجم عليه، فقال: "ذكرُ الاستحباب للمرء استمالة قلب أخيه المسلم بما لا يحظره الكتاب والسنة". راجع: "صحيح ابن حبّان" ٢/ ٣٤٠ رقم (٥٧٨).