للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مرّة بن كعب، أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس، أنقذوا أنفسكم من النار"، (يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ"، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْه، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("أَرَأَيْتُمْ) معناه: أخبروني، قال الطيبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الضمير المتّصل المرفوع من الخطاب العامّ، والضمير الثاني لا محلّ له، فهو كالبيان للأول؛ لأن الأول بمنزلة الجنس الشائع في المخاطبين، فيستوي فيه التأنيث والتذكير، والإفراد والجمع، فإذا أريد بيانه بإحدى هذه الأنواع بُيّن به، فأَتَى في الحديث بعلامة الجمع بيانًا للمراد. انتهى (١).

(لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ) أراد بذلك تقريرهم بأنهم يعلمون صدقه إذا أخبر عن الأمر الغائب، ووقع في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "ما أعلم شابًّا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة" (٢)، (أَنَّ خَيْلًا): أي أصحاب خيل، أُطلق عليهم اسم الخيل؛ لملازمتهم لها (تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ) - بفتح السين - وهو أسفله، وقيل: عَرْضه، والمشار إليه جبل أبي قُبيس حيث كان واقفًا على طرفه (كُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ ") - بتشديد الدال والياء - أصله: مصدِّقين لي، فحُذفت النون واللام؟ للإضافة، ثم أُدغمت الياء في الياء، هذا في حالة النصب، كما هنا؛ لأنه خبر لـ "كان"، وكذا في حالة الجرّ، وأما في حالة الرفع، فأصله: مصدّقون لي، فلما حُذفت النون، واللام، اجتَمَعَت الواو والياء، وسَبَقت إحداهما بالسكون، فقُلبت الواو ياء، وأدغمت في ياء المتكلِّم، ثم كُسرت القاف؛ لمناسبة الياء، وإلى هذا أشار في "الخلاصة" حيث قال:

آخِرَ مَا أُضِيفَ لِلْكَسْرِ إِذَا … لَمْ يَكُ مُعْتَلًّا كَـ "رَامٍ وَقَذَا"

أَوْ يَكُ كَـ "ابْنَيْنِ" وَ"زَيْدِينَ" فَذِي … جَمِيعُهَا الْيَا بَعْدُ فَتْحُهَا احْتُذِي

وَتُدْغَمُ الْيَا فِيهِ وَالْوَاوُ وَإِنْ … مَا قَبْلَ وَاوٍ ضُمَّ فَاكْسِرْهُ يَهُنْ

(قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا) قال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: جَرّبه تَجْربةً: اخْتَبَره، ورجلٌ مُجَرَّبٌ، كمُعَظَّم: بُلِي ما كان عنده، ومُجَرِّب: عَرَفَ الأمور. انتهى (٣).


(١) "الكاشف عن حقائق السنن" ١١/ ٣٣٩٧.
(٢) "الفتح" ٨/ ٣٦١ "كتاب التفسير" رقم (٤٧٧٠).
(٣) "القاموس المحيط" ص ٦٤.