عوانة) في "مسنده"(٢٩٠ و ٢٩١ و ٢٩٢)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٥١٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان أن من مات على الكفر، لا ينفعه ما عمله من وجوه الخير.
٢ - (ومنها): بيان فضل الإيمان، وأنه هو الركن الأساسيّ لقبول أعمال العباد.
٣ - (ومنها): بيان شؤم الكفر، وأنه من مُحبطات الأعمال الصالحات.
٤ - (ومنها): ما قاله القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يُقتبس من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يقل: رب اغفر لي … إلخ"، أن كلَّ لفظ يدلّ على الدخول في الإسلام اكتُفي به، ولا يلزم من أراد الدخول في الإسلام صيغة مخصوصة، مثلُ كلمتي الشهادة، بل أيّ شيء دلّ على صحّة إيمانه، ومجانبة ما كان عليه، اكتُفي به في الدخول في الإسلام، ولا بدّ له مع ذلك من النطق بكلمتي الشهادة، فإن النطق بهما واجب مرّةً في العمر. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: هكذا قال، ولكن فيه نظرٌ لا يخفى؛ لأنه إن أراد لمن لَمْ يتمكّن من النطق بالشهادتين في الحال، فمسلّم، وإلا فلا بدّ من النطق؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلَّا الله … " الحديث، وكذا قوله: مرّة في العمر، غير صحيح، بل كلام باطلٌ، كيف يُتصوّر أن يكون المسلم لا يتلفّظ في عمره إلَّا مرّة واحدة؟ إلا يُصلي الصلوات الخمس، وفيها الشهادتان، وغيرهما من أذكار التوحيد، ألا يؤذّن لها؟ إن هذا لشيء عجيب!!!.
٥ - (ومنها): أن مسألة عدم انتفاع الكافر بعمله في الآخرة، وعدم قبولهما منهم، متّفقٌ عليها، فقد دلّ الكتاب والسنّة، والإجماع على ذلك، قال الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان: ٢٣].
وأخرج المصنّف عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنةً، يُعْطَى بها في الدنيا، ويُجْزَى بها في الآخرة، وأما الكافر فيُطْعَم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى