للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: "فدعا"، ووقع في رواية حُصَين بن نُمَير، ومحمد بن فُضيل قال: "أَمِنْهُم أنا يا رسول الله؟ قال له: نعم"، ويُجمَع بأنه سأل الدعاء أَوّلًا، فدعا له، ثم لَمّا استفهم، قال له: أُجِبت.

(ثُمَّ قَامَ رَجُل مِنَ الْأَنصَارِ) قال في "الفتح": وقع فيه من الاختلاف: هل قال: ادْعُ لي، أو قال: أمنهم أنا؟ كما وقع في الذي قبله، وجاء من طريق واهية، أنه سعد بن عُبادة، أخرجه الخطيب في "المبهمات" من طريق أبي حُذيفة إسحاق بن بشر البخاريّ، أحدِ الضعفاء من طريقين له عن مجاهد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمّا انصرف من غَزَاة بني الْمُصْطَلِق، فساق قصّة طويلة، وفيها أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أهل الجَنَّة عشرون ومائة صفّ، ثمانون صفًّا منها أمتي، وأربعون صفًّا سائر الأمم، ولي مع هؤلاء سبعون ألفًا يدخلون الجَنَّة بغير حساب، قيل: من هم؟ … " فذكر الحديث، وفيه فقال: "اللهم اجعل عكاشة منهم"، قال: فاستُشْهِد بعد ذلك، ثم قام سعد بن عبادة الأنصاريّ، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم … الحديث، وهذا مع ضعفه وإرساله يُسْتَبعَد من جهة جلالة سعد بن عبادة، فإن كان محفوظًا، فلعله آخر باسم سيد الخزرج، واسمِ أبيه ونسبته، فإن في الصحابة كذلك آخر له في "مسند بَقِيّ بن مَخْلَد" حديث، وفي الصحابة سعد بن عُمَارة الأنصاريّ، فلعل اسم أبيه تَحَرَّف. انتهى (١).

(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ") قال في "الفتح": اتّفَقَ جمهور الرواة على هذا، إلَّا ما وقع عند ابن أبي شيبة، والبزّار، وأبي يعلى، من حديث أبي سعيد، فزاد: "فقام رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم"، وقال في آخره: "سبقك بها عكاشة وصاحبه، أما لو قلتم لقلت، ولو قلت لوجبت"، وفي سنده عطية، وهو ضعيف.

[تنبيه]: قد اختَلَفَت أجوبة العلماء في الحكمة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك بها عكاشة"، فقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: قيل: إن الرجل الثاني لَمْ يكن ممن


(١) "الفتح" ١١/ ٤٢٠ "كتاب الرقاق" رقم (٦٥٤٢).