للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ما أصابك، محتسبًا؛ لتنال درجة هؤلاء السبعين ألفًا؟ (قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ) أي طلبتُ الرُّقيا من نفسي، أو من غيري، والرُّقيا بالضمّ: اسم مِن رَقَيتُهُ أرقيه رَقْيًا، من باب رَمَى: إذا عَوَّذته بالله تعالى (قَالَ) سعيد (فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟) أي: أيُّ شيء دعاك إلى الاسترقاء؟ مع أنّ تركه أولى (قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ) عامر بن شَرَاحيل الإمام المشهور، تقدّمت ترجمته في "المقدمة" ٦/ ٥٠. (فَقَالَ) سعيد (وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ) بالموحّدة مصغّرًا (بْنِ حُصَيْبٍ) بضمّ الحاء، وفتح الصاد المهملتين، مصغّرًا.

هو: بُريدة بن الْحُصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سَعْد بن رَزَاح بن عَدِيّ بن سَهْم بن مازن بن الحارث بن سَلامان بن أَفْصَى الأسلميّ الصحابيّ المشهور، قال ابن السكن: أسلم حين مَرّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مُهاجرًا بالغَمِيم، وأقام في موضعه حتى مَضَت بدرٌ وأُحُدٌ، ثم قَدِمَ بعد ذلك، وقيل: أسلم بعد مُنصَرَف النبي - صلى الله عليه وسلم - من بدر، وسكن البصرة لما فُتحت، وفي "الصحيحين" عنه أنه غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوةً، وقال أبو علي الطوسيّ، أحمد بن عثمان، صاحب ابن المبارك: اسم بريدة عامر، وبُريَدة لقب، وأخبار بريدة كثيرة، ومناقبه مشهورة، وكان غَزَا خُرَاسان في زمن عثمان، ثم تحوّل إلى مَرْوَ، فسكنها إلى أن مات في خلافة يزيد بن معاوية، قال ابن سعد: مات سنة ثلاث وستين.

أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب (٢١) حديثًا (١). والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: قوله: (الْأَسْلَمِيِّ) بفتح الهمزة: نسبة إلى أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو، قاله السمعانيّ (٢).


(١) هذا هو الذي أثبت له في برنامج الحديث (صخر)، وقال ابن الجوزيّ في "المجتبى": روى من الأحاديث (١٦٤) حديثًا، اتفق الشيخان على حديث، وانفرد البخاريّ بحديثين، ومسلم بأحد عشر حديثًا. انتهى. والظاهر أن الاختلاف بالتكرار، فتأمل، والله تعالى أعلم.
(٢) "الأنساب" ١/ ١٥٧.