للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أن الأصحّ عدم تعدّد الإسراء، وذلك لإشكاله في تعدّد مراجعة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لربه بعدما قال له: "لا يبدل القول لديّ"، فهذا هو الذي يمنع القول بالتعدّد، وأما ما خلا من ذلك، فلا مانع منه إن ثبت بنقل صحيح، والله تعالى أعلم.

(فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ) - بضم الراء - تصغير الرهط، وهي الجماعة، دون العشرة، والجملة في محلّ نصب على الحال من "النبيّ" (وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَان، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ) أي لعدم من آمن به، واتّبعه في الدنيا.

وفي رواية البخاريّ: "فأخذ النبيّ يَمُرّ معه الأمة، والنبيّ يَمُرّ معه النفر، والنبي يمر معه العَشْر" (١)، وفي رواية: "فجَعَل النبيّ والنبيان يمرون، ومعهم الرهط"، وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "فجَعَل النبيّ يمر ومعه الثلاثة، والنبيّ يمر ومعه العصابة، والنبي يمر وليس معه أحد".

فتبيّن من هذه الروايات أن الأنبياء - عَلَيْهِ السَّلَام - يتفاوتون في عدد أتباعهم، والله تعالى أعلم.

(إِذْ رُفعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ) وفي رواية البخاريّ: "فنظرت، فإذا سواد كثير"، وفي رواية: "فرأيت سوادًا كثيرًا، سَدَّ الأفق".

و"السواد": ضد البياض، وهو الشخص الذي يُرَى من بعيد، ووَصَفَه بالكثير إشارةً إلى أن المراد به الجنسُ لا الواحد، ووقع في رواية: "ملأ الأفق"، والأفق: الناحية، والمراد به هنا ناحية السماء.

(فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى - صلى الله عليه وسلم - وَقَوْمُهُ) وفي رواية البخاري: "قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا"، في رواية: "فرَجَوت أن تكون أمتي، فقيل: هذا موسى في قومه"، وفي حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عند أحمد: "حتى مَرّ عليّ موسى في كبكبة من بني إسرائيل، فأعجبني، فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هذا أخوك موسى، معه بنو إسرائيل"، و"الْكَبْكَبة" - بفتح الكاف، ويجوز ضمها، بعدها موحدة -: هي الجماعة من الناس، إذا انضَمّ بعضهم إلى بعض.


(١) بفتح المهملة، وسكون المعجمة، وفي رواية المستملي بكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ثم راء. اهـ.