للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا ينافي الاسترقاء في غيرهما من الأمراض؛ لأن المراد أن الرقية في هذين أنفع وأولى من سائر الأدوية، والله تعالى أعلم.

٤ - (ومنها): بيان أن أهل الجنّة يختلف جمالهم، وبهاؤهم كما تختلف درجاتهم، كما قال - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٢١].

٥ - (ومنها): أن فيه منقبةً عظيمةً لعُكاشة بن مِحْصَن - رضي الله عنه -، حيث نصّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه يدخل الجَنَّة بغير حساب، فقال: "أنت منهم".

٦ - (ومنها): حسن تلظف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وكريم أخلاقه، حيث قال للرجل الآخر: "سبقك بها عكّاشة"، ولم يقل له: لست منهم.

٧ - (ومنها): أن التطيّر غير مشروع، وأما الكيّ، والرقي، فسيأتي تفصيل الكلام فيهما في المسائل الآتية - إن شاء الله تعالى -.

٨ - (ومنها): فضل التوكّل على الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -.

٩ - (ومنها): أنه يؤخذ من قول سعيد بن جُبير: "فما حملك على ذلك؟ "، وقول: حُصين بن عبد الرَّحمن: "حديث حدّثناه الشعبيّ … إلخ"، مدى حرص السلف على طلب الدليل على أيّ عمل يعمله الإنسان، من التداوي، أو غيره؛ ليكونوا على علم وبصيرة، ولا يتّبعوا أهواءهم، وهذا هو الطريق المستقيبم الذي بعث الله به محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، كما قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨)} [يوسف: ١٠٨].

١٠ - (ومنها): أنه يؤخذ من قول سعيد - رَحِمَهُ اللهُ -: "قد أحسن من انتهى … إلخ"، مدح من اتّصف باتّباع الأدلّة التي وصلت إليه، والعمل بها، وإن كان هناك دليلٌ أرجح منها، ولكنه أرشده إلى الأرجح.

١١ - (ومنها): أنه يؤخذ من قول حُصين - رَحِمَهُ اللهُ -: "أما إني لَمْ أكن في صلاة … إلخ"، حرص السلف على الابتعاد عن تزكية أنفسهم بما ليس فيهم، فيكونوا كلابس ثوبي زور، فإن كونه ساهرًا في الليل يُظنّ منه أنه كان يصلّي، ويذكر الله تعالى فيه، مع أنه إنما سهر لمرض حلّ به، فخشي أن يُظنّ به ما ليس فيه، فصرّح بدفعه عنه.