للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "القرآن شافع مشفَّع، وماحلٌ مُصَدَّق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار" (١).

وعنه - رضي الله عنه - قال: "يجيء القرآن يوم القيامة، فيَشْفَع لصاحبه، فيكون قائدًا إلى الجنة، أو يشهد عليه، فيكون سائقًا إلى النار".

وقال أبو موسى الأشعريّ - رضي الله عنه -: "إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن عليكم وزرًا، فاتبعوا القرآن، ولا يتبعكم القرآن، فإنه من اتَّبَع القرآن هَبَط به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زَخّ في قفاه، فقذفه في النار" (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة العاشرة): في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ الناس يَغْدُو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها".

وأخرج الإمام أحمد، وابن حبان من حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه - (٣) عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الناس غاديان: فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها"، وفي رواية أخرى، أخرجها الطبرانيّ: "الناس غاديان: فبائع نفسه فموبقها، وقائد نفسه فمعتقها"، وقال الله عز وجل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا


(١) رواه الطبرانيّ في "الكبير" (٨٦٥٥) ورجاله رجال الصحيح.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٥٧.
(٣) أخرجه الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، ونصّه: (١٤٨٦٠) حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله، قال: حدثنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا كعب بن عجرة، أعيذك بالله من إمارة السفهاء"، قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "أمراء سيكونون من بعدي، مَن دخل عليهم فصدقهم بحديثهم، وأعانهم على ظلمهم، فليسوا مني، ولست منهم، ولم يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بحديثهم، ولم يُعنهم على ظلمهم، فأولئك مني، وأنا منهم، وأولئك يردون علي الحوض، يا كعب بن عجرة، الصلاة قُربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة، لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سُحْت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الناس غاديان، فغادٍ بائع نفسه، وموبق رقبته، وغادٍ مبتاع نفسه، ومعتق رقبته". وهذا إسناد صحيح.