للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(الْخَوْلَانِيِّ) - بفتح الخاء المعجمة، وسكون الواو -: نسبة إلى خَوْلان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مُرّة بن أُدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سَبَأ، وبعض خولان يقولون: خولان بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة، وهكذا قال ابن الكلبيّ، واسم خولان: أفكل، وهي قبيلة نزلت الشام (١).

(عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ) - رضي الله عنه - (ح وَحَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ) تقدّم أن الصواب أن قائل: "وحدّثني أبو عثمان" هو معاوية بن صالح، فهو يروي هذا الحديث من طريقين، أحدهما: ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة - رضي الله عنه -، وثانيهما: عن أبي عثمان، عن جُبير بن نُفير، عن عقبة - رضي الله عنه -.

[تنبيه]: قال ابن حبّان - رحمه الله - في "صحيحه" بعد إخراجه الحديث من طريقي المصنّف ما نصّه: قال أبو حاتم: أبو عثمان هذا يُشبه أن يكون حَرِيز بن عثمان الرَّحبيّ، وإنما اعتمادنا على هذا الإسناد الثاني - يعني طريق ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة - رضي الله عنه - لأن حَرِيز بن عثمان ليس بشيء في الحديث. انتهى كلامه (٢).

وهذا الذي قاله ابن حبّان في حَرِيز غير صحيح؛ لأن حَريزًا ثقة ثبت متقنٌ مشهور، قد وثّقه الأئمة: أحمد، وابن معين، وابن المدينيّ، والفلّاس، ودُحيم، وأبو حاتم، وأخرج له البخاريّ في "صحيحه"، ولم ينقموا عليه إلا النصب، وذكر البخاريّ أنه تاب منه، وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ولم يثبت عندي ما يقال في رأيه، ولا أعلم بالشام أثبت منه، وهو ثقةٌ متقنٌ، وأما في الحديث فحجة ثبتٌ.

والحاصل أن كلام ابن حبّان غير صحيح، وهذه عادته أنه يجرح بعض الثقات المشهورين، ويوثّق كثيرًا من المجاهيل، كما هو ظاهر لمن يقرأ في "كتاب الثقات" له، وأن ما نُقل عن حَريز من النصب تاب عنه، ولهذا أخرج له البخاريّ، كما ذكر ذلك الحافظ في "التهذيب" (٣)، فتبصّر، ولا تقلّد المجازفين.


(١) "اللباب في تهذيب الأنساب" ١/ ٤٧٢.
(٢) "الإحسان" ٣/ ٣٢٨.
(٣) راجع "تهذيب التهذيب" ١/ ٣٧٦ - ٣٧٧.