(فَتَوَضَّئُوا، وَهُمْ عِجَالٌ) بكسر العين، وتخفيف الجيم: جمع عَجْلان - بفتح، فسكون -، وهو المستعجل، كغَضْبَان، وغِضَاب، قال المجد - رحمه الله -: الْعَجَلُ، والْعَجَلَةُ محرَّكتين: السُّرْعة، وهو عَجِلٌ بكسر الجيم، وضمّها، وعَجْلانُ، وعاجلٌ، وعَجِيلٌ، من عَجَالَى - بالفتح - وعُجَالَى - بالضمّ - وعِجَال - بالكسر -. انتهى (١).
(فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ) هكذا النسخ، بلفظ:"فانتهينا"، والظاهر أن يقول:"فانتهى إليهم" بلفظ الغيبة، والضمير للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليوافق رواية يوسف بن ماهك الآتية:"تخلّف عنّا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - "، وقوله:"فأدركنا"، وقوله:"فجعلنا نمسح"؛ إذ كلها تدلّ على أن عبد الله تقدّم مع القوم، وأن الخطاب موجهٌ إليه مثلهم، والله تعالى أعلم.
وقوله:(وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ) في محلّ نصب على الحال، أي تظهر، وتُضيء، يقال: لاح يلوح لَوْحًا بالفتح، ولُؤُوحًا بالضمّ والهمزة، ولَوَحَانًا بالتحريك، ولَيَاحًا: إذا بدا، وظهر، أفاده في "اللسان".
ومحلّ الجملة نصبٌ على الحال من الضمير المجرور، وكذا قوله:(لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ) حال من "أعقابهم"، والمعنى: أن تلك الأعقاب تظهر للعين من بين سائر الرجل بأنها لم يمسّها ماء الغسل.
(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "وَيْلٌ) مبتدأ سوّغه كونه مصدرًا في معنى الداء، كما في "سلام عليكم"، وهي كلمة تقابل "ويحَ"، وهي من المصادر التي لا أفعال لها، وهي كلمة عذاب، وهلاك، وقد تقدّم البحث عنها قريبًا بأتمّ من هذا. (لِلْأَعْقَابِ) جارّ ومجرور خبر المبتدأ، وهو جمع عَقِب، ككَتِف، وهو ما أصاب الأرض من مؤخّر الرجل إلى موضع الشراك (مِنَ النَّارِ) بيان لـ"الويل"، أو "من" بمعنى "في"، أي ويلٌ لها في النار (أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ) أي بالغوا في إتمامه، يقال: سبغ الشيءُ يسبُغُ سُبُوغًا، من باب دخل: أي طال إلى الأرض، واتّسع، وأسبغه هو.
قال السنديّ - رحمه الله -: فيه دليلٌ على أن التهديد كان لتساهلهم في الوضوء،