للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الطهارة" [١٢/ ٥٨٥ و ٥٨٦] (٢٤٦)، و (البخاريّ) في "الوضوء" (١٣٦)، و (أحمد) في "مسنده" (٣٦٢ و ٤٠٠ و ٥٢٣)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٦٠٣)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٥٧٧ و ٥٧٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (١٠٤٩)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١/ ٥٧)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (٢١٨)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): هذا الحديث أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"، كما بيّنّاه آنفًا، وهو ظاهر في أن قوله: "فمن استطاع منكم، فليُطل غرّته" مرفوع من جملة الحديث، ومن الغريب أن بعض العلماء (١) ادّعَى كونه مُدرجًا من كلام أبي هريرة، ولم يأتوا ببيّنة واضحة يُرَدّ بها صنيعُ الشيخين.

ومن الغريب استدلالهم بما رواه أحمد من طريق فُلَيح، عن نعيم بن عبد الله، وفي آخره: قال نعيم: لا أدري قوله: "من استطاع .. إلخ" من قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو من قول أبي هريرة - رضي الله عنه -. قال الحافظ رحمهُ اللهُ: ولم أَرَ هذه الجملة في رواية أحد ممن رَوَى هذا الحديث من الصحابة، وهم عشرة (٢)، ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه، والله تعالى أعلم. انتهى (٣).

والغريب كيف يستدلّون برواية فُلَيح بن سليمان - وهو وإن أخرج له الشيخان، إلا أن الأكثرين على تضعيفه - على ردّ رواية عُمارة بن غزيّة، وسعيد بن أبي هلال، وهما أوثق منه بكثير، وكلاهما روياه من دون ترّدد وشكّ، فروايتهما مقدّمة من دون شكّ، كما هو صنيع الشيخين.

وأغرب من ذلك أن بعضهم ذكر تقويةً لرواية فُليح هذه رواية ليث بن أبي


(١) ومنهم ابن القيّم رحمهُ اللهُ، والشيخ الألبانيّ.
(٢) لم يُبيّن الحافظ أسماءهم، وسيأتي بيانها في التنبيه، ولكنهم تسعة، لأن العاشر وهو أبو ذرّ - رضي الله عنه - إنما ذُكر في حديث ابن لَهِيعة بالشك بينه وبين أبي الدرداء، ولعله هو العاشر عند الحافظ، فليُحرّر، والله تعالى أعلم.
(٣) "الفتح" ١/ ٢٨٥.