للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سُليم، عن كعب، عن أبي هريرة (١)، وفيه هذه الجملة، ومعلوم أن ليثًا متروك الحديث، لا يصلح في المتابعة، ولا في الشواهد، فكيف يردّ رواية الثقات بمثله؟! هيهات هيهات.

والحاصل أن اتّفاق صنيع الشيخين مقدّم على كلّ من أعلّ الحديث، فهو مرفوعٌ كلّه، فتبصّر بالإنصاف، ولا تسلك سبيل الاعتساف، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

[تنبيه]: قال الحافظ ابن منده رحمهُ اللهُ في "مستخرجه": حديث "أمتي الغرّ المحجّلون من آثار الوضوء" رواه مع أبي هريرة من الصحابة ابنُ مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدريّ، وأبو أمامة الباهليّ، وأبو ذرّ الغفاريّ، وعبد الله بن بُسْر المازنيّ، وحُذيفة بن اليمان - رضي الله عنهم -. انتهى (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: فجملتهم ثمانية، ويزاد فيهم أبو الدرداء - رضي الله عنه -، أو أبو ذرّ بالشكّ، كما أخرج الإمام أحمد حديثه في "مسنده" (٣)، بإسناد فيه ابن لَهِيعة، والله تعالى أعلم.


(١) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" برقم (٨٥٢٤).
(٢) راجع "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" للإمام ابن الملقّن رحمهُ اللهُ ١/ ٤١٢.
(٣) قال الإمام أحمد رحمهُ اللهُ (٢٠٧٤٤): حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه، فأنظر إلى بين يديّ، فأعرف أمتي من بين الأمم، ومن خلفي مثل ذلك، وعن يميني مثل ذلك، وعن شمالي مثل ذلك"، فقال له رجل: يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم، فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: "هم غُرٌّ محجلون، من أثر الوضوء، ليس أحد كذلك غيرهم، وأعرفهم أنهم يُؤْتَون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم يسعى بين أيديهم ذريتهم".
حدثنا يحيى بن إسحاق شك فيه، قال: سمعت أبا ذرّ أو أبا الدرداء، قال يحيى: فيقول: "فأعرفهم أن نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم".
حدثنا يعمر، حدثنا عبد الله بن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، أنه سمع أبا ذرّ، أو أبا الدرداء، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أول من يؤذن له في السجود … " فذكر معناه. انتهى.