للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا".

فإن هذا صريح في كونه - صلى الله عليه وسلم - قرأ الآيات إلى آخر السورة، فكيف الجمع بينهما؟.

[قلت]: يمكن أن يجاب بتعدّد الواقعة، ففي مرّة قرأ إلى قوله: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} وفي مرّة أخرى قرأ إلى آخر السورة.

ويحتمل أن يكون التقدير هنا "حتى بلغ {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} "، أي مع ما بعدها إلى آخر السورة، والله تعالى أعلم.

(ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْت، فَتَسَوَّكَ) أي استعمل السواك، وهو عُود الأَراك، يقال: سُكتُ الشيءَ أسوكه سَوْكًا، من باب قال: إذا دلكته، وسَوَّكَ فاه تسويكًا، وإذا قيل: تسوّك، أو استاك لم يُذكَر الفم؛ أفاده الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ (١).

وقد تقدّم البحث فيه مستوفًى في أول الباب، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

(وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ) أي وضع جنبه بالأرض، قال المجد رَحِمَهُ اللهُ: ضَجَعَ كمنع ضَجْعًا، وضُجُوعًا: وَضَع جنبه بالأرض، كانضجع، واضطجع، واضّجَعَ، والْطَجَعَ. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ رَحِمَهُ اللهُ: ضَجَعتُ ضَجْعًا، من باب نَفَعَ، وضُجُوعًا: وضعتُ جنبي بالأرض، وأضجعت بالألف لغةٌ، فأنا ضاجع، ومُضْجِعٌ، وأضجعتُ فلانًا بالألف لا غير: ألقيتُهُ على جنبه، وهو حسنُ الضِّجْعة - بالكسر - والْمَضْجَع - بفتح الميم -: موضع الضُّجُوع، والجمع مضاجع، واضْطَجَعَ، واضَجَعَ، والأصل افْتَعَلَ، لكن من العرب من يَقلِب التاء طاءً، ويظهرها عند الضاد، ومنهم من يَقلب التاء ضادًا، ويدغمها في الضاد؛ تغليبًا للحرف الأصليّ، وهو الضاد، ولا يُقال: اطَّجَعَ بطاء مُشدَّدة؛ لأن الضاد لا تُدغم في الطاء، فإن الضاد أقوى منها، والحرف لا يُدغم في أضعف منه، وما ورد شاذّ، لا يُقاس عليه. انتهى (٣).


(١) راجع "المصباح المنير" ١/ ٢٩٧.
(٢) "القاموس المحيط" ٣/ ٥٥.
(٣) المصباح المنير" ٢/ ٣٥٨.