للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في الجسد، في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد: تقليم الأظافير، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء. رواه الطبريّ، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيّ (١).

وروى ابن أبي حاتم، عن ابن عبّاس أنه كان يقول في تفسير هذه الآية قال: عشر، ستّ في الإنسان، وأربع في المشاعر، فأما التي في الإنسان، فحلق العانة، ونتف الإبط، والختان، وكان ابن هُبيرة يقول: هؤلاء الثلاثة واحدة، وتقليم الأظفار، وقصّ الشارب، والسواك، وغسل يوم الجمعة، والأربعة التي في المشاعر: الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: قد نظمت خصال الفطرة المذكورة في هذا الحديث وغيره، فقلت:

يَا أَيُّهَا الطَّالِبُ حُسْنَ السِّيرَةِ … عَلَيْكَ إِدْمَانُ خِصَالِ الْفِطْرَةِ

فَإِنَّهَا تَصُونُ حُسْنَ الصُّورَةِ … وَتَحْفَظُ الْوُدَّ مَعَ الْعَشِيرَةِ

فَاخْتَتِنَنْ وَاسْتَكْ وَقَلِّمْ وَافْرُقِ … وَاغْسِلْ بَرَاجِمَكَ ثُمَّ اسْتَنْشِقِ

وَمَضْمِضَنْ وَاسْتَنْثِرَنْ وَانْتَضِحَا … وَقُصَّ شَارِبَكَ وَفِّرِ اللِّحَى

وَاسْتَنْجِ وَاحْلِقْ عَانَةً وَاغْتَسِلِ … لِجُمْعَةٍ بِنَتْفِ إِبْطٍ أَكْمِلِ

فَتِلْكَ عَشْرٌ مَعَ خَمْسٍ وَرَدَا … فِيمَا مِنَ الأَخْبَارِ نَقْلُهُ بَدَا

وَبَعْضُهَا بِهَا الْخَلِيلُ قَدْ بُلِي … فَفَازَ أَنْ كَانَ إِمَامَ الْكُمَّلِ

وَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِاتِّبَاعِهِ … يَا فَوْزَ مَنْ نَالَ سُلُوكَ شَرْعِهِ

والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في اختلاف أهل العلم في معنى الفطرة:

قال الخطابيّ رَحِمَهُ اللهُ: ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالفطرة هنا السنة،


(١) رواه ابن جرير الطبريّ (١٩١٠)، و"الحاكم" في "المستدرك" ٢/ ٢٦٦.
(٢) قال العلامة أحمد شاكر رَحِمَهُ اللهُ في "مختصر تفسير ابن كثير" ١/ ٢٣١ - ٢٣٢: إسناد ابن أبي حاتم في هذا إلى ابن عباس إسناد صحيح.