للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"يدخل الخلاء" في محلّ نصب خبر "كان"، وانتصاب "الخلاء" بنزع الخافض، من قبيل: دخلتُ الدار (١).

وقوله: (فَأَحْمِلُ أَنَا) أتى بـ"أنا" توكيدًا وفصلًا؛ ليحسن عطف "وغلامٌ" على الضمير المتّصل، على حدّ قوله عز وجل: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: ٣٥]، قال في "الخلاصة":

وَإِنْ عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصِلْ … عَطَفْتَ فَافْصِلْ بِالضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلْ

أَوْ فَاصِلٍ ما وَبِلَا فَصْلٍ يَرِدْ … فِي النَّظْمِ فَاشِيًا وَضُعْفَهُ اعْتَقِدْ

وقوله: (وَغُلَامٌ نَحْوِي) أي في قدر سنّي.

وقوله: (إِدَاوَةً) - بكسر الهمزة -: إناء صغير من جلد، تُتّخذ للماء، وهي الْمِطْهَرة، وجمعها أداوى، بفتح الواو.

وقوله: (مِنْ مَاءٍ) "من" فيه للبيان؛ أي مملوءة من ماء.

وقوله: (وَعَنَزَةً) - بفتح العين، والزاي - وهي عصًا طويلة، في أسفلها زُجّ، ويقال: رُمْحٌ قصيرٌ، وإنما كان يَستصحبها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه كان إذا توضأ صلى، فيحتاج إلى نصبها بين يديه؛ لتكون حائلًا يصلى إليه؛ قاله النوويّ رحمه الله (٢).

وقال في "الفتح": "الْعَنَزَة" - بفتح النون -: عصًا أقصر من الرمح، لها سِنَانٌ، وقيل: هي الحربة القصيرة، وفي رواية كريمة عند البخاريّ: الْعَنَزة عصًا، عليها زُجّ، بزاي مضمومة، ثم جيم مشدّدة: أي سنان، وفي "الطبقات" لابن سعد: أن النجاشيّ كان أهداها للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يؤيّد كونها كانت على صفة الحربة؛ لأنها من آلات الحبشة. انتهى (٣).

وقال في "العمدة": العنَزَة - بفتح العين المهملة، وفتح النون -: أطول من العصا، وأقصر من الرمح، وفي طرفها زُجّ كزُجّ الرمح، والزُّجّ: الحديدة التي في أسفل الرمح، يعني السنان.

وفي "التلويح": العنزة: عصًا في طرفها زُجّ يتوكّأ عليها الشيخ.

وفي "مفاتيح العلوم" لأبي عبد الله محمد بن أحمد الخوارزميّ: هذه


(١) راجع "عمدة القاري" ٣/ ٤٤٥.
(٢) "شرح النوويّ" ٣/ ١٦٣.
(٣) "الفتح" ١/ ٣٠٤.